مؤتمرات المعارضة العراقية وخطاب مام جلال الوحدوي مؤتمر لندن نموذجاً

2024-12-18


د.عدالت عبـدالله*

الملخص:
  تتعلق إشكالية هذه الدراسة بما قدمه الرئيس العراقي الأسبق، جلال طالباني (1933-2017م) في كلمته الملقاة في مؤتمر لندن عام (2002م) وما تجهر به وتضمره على مستوى الخطاب Discourse، والهدف من هذه الدراسة هي معرفة الموضوعات المطروحة في تلك الكلمة وأساليب التعبير عنها ودلالاتها، وتعد هذه الدراسة من الدراسات الوصفية، والمنهج المتبع فيها هو المنهج المسحي، وتُمثل إستمارة تحليل المضمون أداتها الرئيسة لجمع المعلومات والبيانات، أما عينة الدراسة فهي الكلمة التي ألقاها طالباني في المؤتمر المذكور، وذلك كعينة قصدية غير عشوائية نظراً لأهمية مؤتمر لندن وتوقيته ومستوى التمثيل فيه ووثائقه ومخرجاته.
 ومن أهم الإستنتاجات التي توصلت اليها هذه الدراسة، هي أن خطاب طالباني يجهر ويضمر وجود علاقة عضوية وسببية بين مجمل الموضوعات التي أثارها في كلمته وبين قضية وحدة العراق أرضاً وشعباً، وتستمد بُنية خطابه الوحدوي قوتها من اللجوء الى أساليب خطابية مختلفة، يَعكُس كل واحد منها خبرة المُخاطِب في التواصل السياسي.

الكلمات المفتاحية: المعارضة العراقية، الخطاب، مام جلال/طالباني، مؤتمر لندن

المقدمة:
   لعب القيادي العراقي، المرحوم جلال طالباني (1933-2017م) الملقب بـ(مام جلال) دوراً ريادياً في تحقيق مشروع الأطاحة بنظام حكم البعث (1968-2003م) في العراق، وساهم قبل ذلك في توحيد جهود المعارضة العراقية، والإنخراط في بلورة تفاهمات وطنية وسيناريوهات مستقبلية، كانت تتعلق بهاجس وحدة العراق أرضاً وشعباً، والمحافظة على نظامه السياسي القادم وإستقرار البلد ومصالح الشعب ومكوناته، لاسيما بعد أن أصبح معظم قوى المعارضة العراقية الأساسية تتفهم شروط التغيير السياسي في ذلك الوقت وتنفتح تدريجياً بوجه قرار إزالة النظام من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها.
  وقد ساهم طالباني آنذاك في تحقيق إجماع وطني موسع حول سبل التعاطي مع مشروع التغيير والمشاركة الفعلية في حدوثه، خصوصاً عندما ظهرت المعارضة العراقية للرأي العام المحلي والدولي آنذلك بمظهر العاجز أو المتفرج الى حد ما تجاه المستجدات ومخططات الولايات المتحدة الأمريكية للعراق، فضلاً عن تفشي صورتها كجبهة مُشتتة غير مُتأهِبة لمواجهة الأحداث المُقبلة في البلاد، بل حتى مُعرضة لأن يفقد وزنها السياسي في المعادلة المرسومة والدور المرجو في مشروع إنهاء الحكم البائد في العراق وإدارة المرحلة الإنتقالية ومستقبل البلد عموماً.
  وكان أهم أبرز المحطات السياسية، التي لعب فيها الزعيم العراقي جلال طالباني حضوره ودوره في تقريب وجهات النظر بين الأطراف الرئيسية في المعارضة العراقية وتوحديهم، هي المؤتمرات، التي كانت تُنَظًّم بين حين وآخر خارج العراق وداخله/إقليم كوردستان، لاسيما قبل سقوط النظام بسنوات ولأهداف عديدة، كان أبرزها تنظيم قوى المعارضة وتهيئة نُخبها السياسية لأداء مسؤولياتها التاريخية والتمسك بزمام الأمور والحضور الفاعل في الميدان والمشاركة الفعلية في إعادة بناء العراق، وذلك نتيجةً لمخاوف حقيقية، هي قبل كل شيء طغيان وتفرد القوات الأجنبية بمصير البلد ومقدراته والتحديات التي كانت يُتَوَقَع أن تواجهها المرحلة الإنتقالية في العراق. وقد كان أبرز وأهم تلك المؤتمرات هو مؤتمر لندن، الذي القى فيه مام جلال خطبة سياسية جسد فيها معالم خطابه السياسي الموجه الى المعارضة العراقية والرأي العام العراقي والإقليمي والدولي.
 في هذه الدراسة، التي تنقسم الى ثلاثة أقسام، خُصص القسم الأول منها لتقديم منهجية الدراسة، والقسم الثاني للوقوف على موضوع المعارضة العراقية وخطاب طالباني، وذلك بثلاثة محاور، الأول منها يتعلق بالمعارضة والخلفية التاريخية التي أنتجتها ومنحتها المشروعية في مقاومة الأنظمة السياسية المتعاقبة في العراق، والمحور الثاني يتناول جذور إهتمام طالباني بالمعارضة العراقية، والمحور الثالث يتمحور حول مفهوم الخطاب وخطاب طالباني في مؤتمر لندن، أما القسم الثالث للدراسة فهو مُكَرس للدراسة التحليلية، التي تتمثل في تحليل نص مضمون ما جاء في كلمة طالباني في مؤتمر لندن وتحليل ما تجهره هذه الكلمة وما تضمره كخطاب سياسي موجه وهادف.

القسم الأول: منهجية الدراسة:
أولاً، إشكاليه الدراسة وتساؤولاتها: تتمثل إشكالية هذه الدراسة في سؤال رئيسي ألا وهو مالذي يجهر به ويضمره خطاب طالباني في كلمته الملقاة في مؤتمر لندن؟ أما تساؤولات الدراسة فهي: ماهي الموضوعات التي تطرق اليها طالباني في مؤتمر لندن وجسد من خلالها وحدوية خطابه؟ وماهي الأساليب التعبيرية واللغوية وأشكال العرض والبلاغة، التي أتبعها في ذلك المؤتمر وما هي دلالاتها؟
ثانياً، أهداف الدراسة: تهدف الدراسة الى رصد الموضوعات التي أثارها طالباني وعبر بها عن وحدودية خطابه، ومعرفة الأساليب التعبيرية واللغوية وأشكال العرض والبلاغة، التي أعتمدها في المُخاطبة في ذلك المؤتمر ودلالاتها.
ثالثاً، أهمية الدراسة: تكمن أهمية الدراسة في كشف وإستنطاق الفلسفة السياسية التي قام عليها خطاب طالباني في أهم محطة سياسية مصيرية للمجتمع العراقي ألا وهي مؤتمر لندن، وعلمياً تزوّد المكتبة العراقية بدراسة أخرى عن تجارب أحد الشخصيات السياسية البارزة في تاريخ العراق الحديث والمعاصر.
 رابعاً، نوع الدراسة ومنهجها وأداتها لجمع البيانات والمعلومات: تعد هذه الدراسة من البحوث الوصفية التي تهدف الى دراسة الواقع أو الظاهرة كما توجد في الواقع وتهتم بوصفها وصفاً دقيقاً وتعبر عنها تعبيراً كمياً أو كيفياً ([1]). أما منهج الدراسة فهو المنهج المسحي، وأداة هذا المنهج لجمع البيات والمعلومات هي الأدبيات المكتوبة حول المعارضة العراقية وطالباني فيما يتعلق بالجانب النظري للدراسة، وإعتماد إستمارة تحليل المضمون كأداة رئيسية. وقد استخدمها الباحث لإجراء الدراسة المسحية التحليلية لعينة الدراسة.
خامساً، مجالات الدراسة: يتمثل المجال الزماني لهذه الدراسة في يوم تقديم كلمة طالباني التي القاها في 14 من ديسمبر/كانون الأول (2002م)، والمجال المكاني هو لندن، عاصمة المملكة المتحدة. والمجال الموضوعي يتعلق بالكلمة الملقاة في المؤتمر.
سادساً، مجتمع الدراسة: مجتمع هذه الدراسة هو كلمات وخُطَب طالباني المكتوبة في مؤتمرات المعارضة العراقية الأساسية، مثل مؤتمر بيروت في كانون الثاني لعام (1991م) و مؤتمر فينا في 16 من حزيران (1991م)،  ومؤتمر لندن  في 15 تموز (1991م) و مؤتمر صلاح الدين في 17 من تشرين الأول (1992م) و مؤتمر لندن ما قبل سقوط نظام البائد في 13-17 من كانون الأول (2002م)([2]).
سابعاً، عينة الدراسة: تقتصر عينة الدراسة على كلمة طالباني الملقاة في مؤتمر لندن (2002م)، وهي عينة غير عشوائية/ قصدية نظراً لكثرة مشاركات مام جلال وكلماته وتعقيباته في المؤتمرات المنعقدة من قبل المعارضة العراقية من جهة، ولأهمية مؤتمر لندن بالذات وتوقيته ومستوى التمثل فيه ووثائقه ومخرجاته من جهة أخرى.
ثامناً، خطوات التحليل: لتحليل المضمون خطوات معينة، منها، تحديد نوع التحليل، وتحديد وحدات التحليل، وتحديد فئات التحليل، وبناء إستمارة الإستبيان، وصدق التحليل وثباته، وكل ذلك على هذا النحو: 
تعريف تحليل المضمون: هو أسلوب البحث الذي يهدف الى الوصف الكمي والموضوعي والمنهجي للمحتوى الظاهر للإتصال"([3]). ويحمل في طياته متغيرين، هما (التحليل) أولاً الذي يستهدف إدراك الأشياء والظواهر بوضوح عبر عزل عناصرها بعضها عن بعضها الآخر ومعرفة سمات هذه العناصر وطبيعة العلاقة التي تقوم عليها، و(المضمون) أو المحتوى ثانياً ويشير في علوم الإتصال الى كل ما يقوله الفرد أو يكتبه ليحقق عن طريقه أهدافاً إتصالية مع آخرين، وهو عبارة عن رموز لغوية يتم تنظيمها بطريقة معينة ترتبط بشخصية الفرد وسماته الإجتماعية.([4])
  وقد أعتمد الباحث على أسلوب تحليل المضمون البعدي، أي التصنيف البعدي لموضوعات المضمون وليس التصنيف القبلي، وذلك بتحديد وتصنيف الموضوعات التي تناولتها كلمة طالباني في مؤتمر لندن.
بناء إستمارة التحليل: قام الباحث بتصميم استمارة التحليل كأداة القياس الرئيسة التي اعتمدها في التحليل وعلى وفق مشكلة الدراسة وأهدافها، وتتضمن الإستمارة مجموعة من فئات التحليل الرئيسة بعد أن قرأ الباحث نص مضمون كلمة طالباني بدقة وتأني وأكثر من مرة لأختيار فئات مناسبة للتحليل وبناءاً على أسس منهجية وعملية.
تحديد وحدة التحليل في الدراسة: ثمة وحدات عديدة حددها بيرسلون ويُعتمد عليها في عملية تحليل المضمون مثل، وحدة (الكلمة، والموضوع أو الفكرة، والشخصية، والوحدة الطبيعية للمادة الإعلامية، ومقايس المساحة أو الزمن).
   وقد أختيار الباحث في دراسته وحدة الموضوع أو الفكرة (Theme)  بإعتبارها أهم وحدات تحليل المضمون، وهي عبارة عن جملة أو عبارة ‌ أو فقرة تتضمن الفكرة التي يدور حولها موضوع التحليل، وقد أُطلِقت عليها مجموعة مسميات من أهمها: الجملة، الأفتراض، التصريح، الفكرة، القضية، موضوع النقاش([5]).
تحديد فئات التحليل في الدراسة: فئات التحليل هي مجموعة من التصنيفات يقوم الباحث بإعدادها طبقاً لنوعية المضمون ومحتواه وهدف البحث في وصف المضمون وتصنيفه بأعلى نسبة ممكنة من الموضوعية والشمول، وتنقسم الى قسمين رئيسيين، هما فئة (ماذا قيل؟)  وفئة (كيف قيل؟)، وكل فئة منهما لها فئات أخرى فرعية. ([6]).
  وقد أختار الباحث ضمن فئات (ماذا قيل؟) التي تهتم بموضوعات محتوى الرسالة أو الإتصال، فئة الموضوع  Subject Matter وهي تستهدف الإجابة على سؤال علام يدور موضوع المحتوى؟، وفئة القيم Values، التي تصلح في تصنيف الأعراف والتقاليد في حياة الجماعات والأشخاص.([7]).
   أما بخصوص فئات (كيف قيل؟) التي تكشف عن إتجاهات المصدر أو المرسل أو الكاتب في صياغة الأعمال والأفعال أو الأحداث، التي تدور في مدة تاريخية معينة، فقد اختار الباحث كل من فئة وسيلة الإقناع، وفئة شكل العبارات أو الموضوع.
تعريف فئات تحليل الدراسة:
أولاً، فئات ماذا قيل؟: تتكون من موضوعات متعددة ومصنفة في العناوين التالية:
المؤتمر: المقصود منه مؤتمر لندن وموضوعاته، وتتضمن هذه الفئة فئات أخرى فرعية، هي: تثمين المؤتمر، التوقع من المؤتمر، المرجو من المؤتمر، الحاضرين في المؤتمر، الغائبين عن المؤتمر، معاني إنجاح المؤتمر.
النظام البائد: المقصود منه نظام البعث في العراق(1968-2003م)، وتتضمن هذه الفئة فئات أخرى فرعية، هي:  حرب النظام ضد دول الجوار، تسلط النظام على الشعب، جرائمة النظام ضد شعبه.
الوحدة وتوحيد الصفوف: المقصود منها كل ما يتعلق بوحدة العراقيين، وتتضمن هذه الفئة فئات أخرى فرعية، هي: وحدة المعارضة، الوحدة الوطنية، مشروطية الوحدة .
وضع العراق: يقصد به الحالة العراقية في مرحلة ما قبل سقوط النظام البائد، وتتضمن هذه الفئة فئتين فرعيتين أُخريين، وهما: العراق الراهن، والعراق المرجو أو المتطلع اليه.
الفيدرالية: يقصد بها شكل من أشكال الحكم والنظام السياسي، وتتضمن هذه الفئة، فئتين فرعيتين أُخريين، وهما: مفهوم الفيدرالية، الفدرالية كمعزز للوحدة الوطنية.
الكورد وكوردستان العراق: المقصود منهما المكون الكوردي وإقليم كوردستان العراق، وتتضمن هذه الفئة فئات أخرى فرعية، هي: مساهمة الكورد في توحيد الصف، دور الكورد في إنجاح المؤتمر، أحتضان كوردستان للمؤتمر، ما يتوقه الكورد من المؤتمرون، نعت الكورد.
الواجبات والمهات: المقصود بها ما يجب إدراكه من قبل المعارضة العراقية والقيام به، وتتضمن، فئتين فرعيتين أُخريين، وهما ما يتسوجب فعله تجاه المعارضة الغائبة في المؤتمر، والمهام تجاه الذات وحقوق العراقيين.
تقديم الشكر والإمتنان: المقصود به تقدير الحاضرين في المؤتمر، وتتضمن هذه الفئة فئات فرعية أخرى، هي: تَشَكُّر المؤتمرون، تَشَكُّر الدولة المستضيفة للمؤتمر، تَشَكُّر مندوبي الدول.
ثانيا، فئات كيف قيل؟: يقصد بها الفئات التي يتم عن طريقها وصف أسلوب العرض، أي الفئات التي توضح أشكال وأساليب الإقناع والتعبير اللغوي عن الموضوعات الواردة في نص مضمون عينة الدراسة، وتتمثل في عدة فئات فرعية مُصنّفة، هي: الإستمالات العقلانية، أسلوب التفسير والتأويل، التشديد على لغة الحق والحقوق، أسلوب التذكير بالأحداث التاريخية، إبداء الرأي والحكم على الأمور، الإستمالات العاطفية، إبراز الغايات والأهداف، لغة التمني، لغة الترجي، لغة الدعاء.
جدولة الفئات وإستخراج النتائج: قام الباحث بجدولة الفئات وحساب تكراراتها ونسبها المئوية، ومن ثم أشتغل على إستخراج نتائج الفئات المجدولة الخاضعة للتحليل.
سابعاً، الصدق الظاهري لأداة الدراسة وثبات بياناتها:
صدق التحليل: يُعبر الصدق الظاهري عن اتفاق المحكمين والخبراء على أن المقياس والأداة صالحة لتحقيق الهدف الذي أعدت من أجله، أي تحقيق هدف الدراسة.([8]) وعليه فقد أقدم الباحث على هذا الإجراء بعد أن صمم إستمارة الإستبيان وعرضها على لجنة من الخبراء والمحكمين لغرض تقويمها من الناحيتين العلمية والمنهجية، وكما هو واضح في الجدول رقم(1)، فقد تبين أن نسبة الصدق الظاهري لأداة التحليل هي(98.14%) وهي نسبة جيدة علمياً.
جدول رقم (1): أسماء لجنة المحكمين ونسبة صدق أداة التحليل
ت
أسماء المحكمين
مجال التخصص
جامعة
البلد
عدد الفئات
الصالحة
عدد فئات غير الصالحة
نسبة صدق الأداة

1
أ.د. أحمد عمر رمضان
الإعلام
السليمانية
إقليم كوردستان/العراق
18
0
100%

2
أ، م. د.خالد ممدوح العزي
الإعلام
اللبنانية
لبنان- بيروت
18
0
100%

3
أ، م. د.حسيب محمد فقيه
الإعلام
اللبنانية
لبنان- بيروت
17
1
94.44%

المجموع
53
1
98.14%

ثبات التحليل: للتأكد من ثبات التحليل في هذه الدراسة، لجأ الباحث الى أسلوب درجة الإتساق عبر الزمن، وقام بتحليل المادة نفسها، أي نص كلمة طالباني في المؤتمر، مرتين بفارق مدة زمنية امدها 15 يوماً وقد كانت معامل الثبات وصلت الى (%0,94) عبر تطبيق معادلة هولستي (Holsti) على النحو الآتي:
معامل الثبات =
             2م

           ن1+ن2

حيث أن   2م = عدد الفئات المجدولة التي اتفق عليها الباحث نفسه خلال مرحلتي التحليل
ن1 = عدد الفئات المجدولة التي قام الباحث بتحليلها في المرة الأولى 
ن2= عدد الفئات المجدولة التي قام الباحث بتحليلها في المرة الثانية
معامل الثبات =

=
2×18
=
36
=
94.7%

ن1+ن2
20+18
38

وهذه النسبة مقبولة علمياً.
القسم الثاني: المعارضة العراقية وخطاب جلال طالباني
المحور الأول: المعارضة العراقية كنتاج لمظالم تاريخية
   تشير التجارب، في العديد من بلدان العالم، الى أن أي بلدٍ يتميز بالطابع الفسيفسائي والتعددية المجتمعية، ويعاني من حكم ديكتاتوري وإنعدام الحريات في الآن ذاته، يصعب عليه أن يشهد الإستقرار السياسي والمجتمعي بسهولة حتى وإن حُكّمَ بقبضة من حديد وبشتى وسائل القمع والإستبداد، فما بالك إذا كان البلد هذا بلداً غير مُتَمتِع تاريخياً بإرث ديمقراطي أصيل وراسخ، ولا بتقاليد سياسية قائمة على مباديء الحرية والعدالة والمواطنة، بل أسوأ من ذلك مجبراً على أن يكون نِتاجاً لإرادة إستعمارية محضة أنشأت الكيان العراقي عام (1921م) كدولة تحكمها أقلية وحسب على حساب كافة المكونات والطوائف الأخرى للبلد، أي دولة مُفتقرة تماماً لدعائم مجتمعية وقاعدة شعبية عريضة تستمد منها شرعيتها وقوتها، وربما الدليل هو أن خلال سبعة وعشرون عاماً من تأسيس الدولة لم يترأس الوزارة في العراق رجل شيعي واحد حتى عام (1948م) إلى أن جيء بـ صالح جبر(1896-1957م)، الذي هو أيضاً، وعلى حد قول الكثيرين، لم يختلف عن أقرانه من الحكام عدا كونه شيعياً.([9])
  والبائن في الأمر أن الولادة المشوهة للدولة العراقية الحديثة آنذاك وبهذا التصميم الإستعماري، كانت، بحد ذاتها، بمثابة وقوع بداية الفتنة في بيت المجتمع العراقي الجديد- المنهمك أصلاً من عهود الحكم العثماني الجائر- بل كان ذلك تمهيدأ لتفتيته وتشتيته سياسياً للمدى البعيد، وذلك من خلال فرض إرادة أجنبية قاهرة عليه هي الإنتداب وعهده المظلم(1921-1932م) الذي أنبثق من إتفاقية سان ريمو لعام(1920م)، فضلاً عن رفض العمل بالحد الأدنى من الأسس الديمقراطية في تكوين الدولة العراقية ونظامها السياسي والتوزيع العادل للسلطة والثروة فيها.
  وقد أدى ذلك الإجحاف التاريخي في حينه، وبتبعاته وعواقبه السياسية المتلاحقة في تاريخ العراق الحديث لحين سقوط آخر نظام دكتاتوري في العراق(2003م)، الى نشوء وبروز حركات سياسية وإجتماعية عديدة في العراق، عارضت كلها وبطرق مختلفة وممكنة هذه النشئة والصيرورة السياسية غير الطبيعية للبلد.
  وقد تحول العراق جراء ذلك، كما نعلم، الى ساحة ملتهبة للصراعات والتمردات، أو الثورات والإنقلابات، التي تمخضت عنها قدوم أنظمة حكم غير ديمقراطية الى البلد، زادت هي الأخرى الطين بلة وأسفرت عن إحداث المزيد من التشرذم السياسي وتراجع الهوية العراقية الجامعة لصالح هويات ثانوية متناثرة، وعلى إثر ذلك بروز أجيال وأمواج أخرى من الأحزاب والتيارات السياسية المُعارضة بخلفيات طائفية وآيديولوجية وقومية ودينية متباينة كان أغلبها تتبنى طروحات سياسية خاصة بها لخلاص البلد، ولايحمل أي منها مشروعاً حقيقياً ذو أفق واسعة يعيد لم الشمل ويوحِد صفوف المعارضة العراقية رغم وحدة القضية والهوية، والأسوأ من ذلك نشوب صراعات سياسية وحزبية فيما بينها بين حين وآخر وصولاً الى حد الإقتتال، ما أدى ذلك دوماً وبقوة الى إستنزاف الكثير من طاقات المعارضة العراقية وقدراتها الوطنية، لاسيما عندما إقتضى أمر المُعارضة لحكم النظام البائد أن يكون نضالاً سياسياً سرياً داخل البلد، أو علانياً بدعم الدول، التي كانت في خلاف مع نظام الحكم في العراق.
  وقد كان الخيار الثاني يعني دوماً قبول أغلب الأحزاب والتيارات السياسية العراقية المُعارضة، بشكل مباشر أو ضمني، بشروط الدول الداعمة لها وأخذ مصالحها هي أيضا بعين الإعتبار!، لا سيما بعد حدوث إنقلابات الحزب البعث في (1963) و(1968) ووصوله الى سدة السلطة في العراق وإتباع مجموعة من السياسات والمواقف والإجراءآت الإقصائية و وقوع العديد من الأحداث والتطورات التي أعطى كلها المشروعية للمقاومة ومُعارضة النظام في العراق، منها، على سبيل مثال لا الحصر:
فرض نظام الحزب الواحد على البلد على غرار ما كان سائداً في ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية والاتحاد السوفيتي الشيوعي.
إشعال نار الحرب مع الجمهورية الإسلامية طوال ثماني سنوات (19801988م).
تأجيج الخلافات مع النظام السوري والليبي وضرب مصالحهما إقليمياً ودولياً.
تصفية أي حركات مُعارضة وأصوات مُخالفة حتى داخل صفوف البعث، على ما تجلى ذلك مبكراً في مجزرة قاعة الخلد في مؤتمر حزب البعث، الذي عُقد بتاريخ 22 تموز 1979 بعد ستة أيام من وصول صدام حسين(19372006م) الى سدة الحكم في العراق.
تعميق الخلافات أيضاً مع دول الخليج والكثير من الدول العربية والمجتمع الدولي بغد غزو الكويت(1990م).
 
المحور الثاني: طاباني وجذور إهتمامه بالمعارضة العراقية 
  في خضم تلك النشئة المتأزمة للبلد والحقائق والتجارب السياسية التاريخية المرة التي مر بها العراق، برز قيادي سياسي عراقي منذ النصف الثاني من القرن العشرين، ليخوض بقراءة واقعية لأحداث العراق والمعادلات السياسية والمجتمعية فيه، تجربة سياسية مختلفة، ويواجه بيقضة فكرية وسياسية علاقات التشتت والتفتت السياسي والمجتمعي القائم في العراق، والذي تسببه ثالوث الإستعمار والديكتاتورية والتعبير السياسي االمتشرذم عن إرادة المجتمع العراقي وطبيعته الفسيفسائية المعقدة في مراحل مختلفة من تاريخ العراق الحديث.
هذا القيادي الذي برز على المسرح السياسي العراقي، هو جلال طالباني الملقب بـ(مام جلال) الرئيس المنتخب الأسبق لجمهورية العراق وزعيم الإتحاد الوطني الكوردستاني، والذي ظهر، كما يشهد له رفاقه، بثقافته وخبراته وتجاربه السياسية، كقيادي ذو إرادة، يحلم ويخطط ويعمل، لنصرة الشعب العراقي المظلوم وتوحيد صفوف المعارضة المبعثرة بكل توجهاتها الإسلامية والعلمانية، الشيعية والسنية والعربية والتركمانية والكوردية والمسيحية وبكل تلاوينها([10])، ويبرز كشخصية مناهضة للقدر الذي كان يُبقي البلد دوماً إما في دوامة الإنقلابات والحروب، أو القسوة والصمت، أو الصراعات والخلافات اللامتناهية دون الوصول في النهاية الى نتائج جديدة تُغير مسار التاريخ السياسي في العراق وتُخَلصه من المظالم التاريخية، التي لحقت به منذ تأسيسه (1921) الى يوم سقوط نظام البعث (1968-2003م).
 ويعود إهتمامات طالباني بالمعارضة العراقية الوطنية ونشاطاتها وتحركاتها الى عام (1948م)، أي عام الوثبة وإنتفاضة العراقيين والأحزاب الوطنية ضد معاهدة بورتسموف المسمى أيضاً بمعاهدة جبر-بيفن([11])، وقد شارك طالباني في إحدى التظاهرات التي شهدتها المدن العراقية، وقد كان وقتذاك طالباً في مرحلة المتوسطة وعضواً في الحزب الديمقراطي الكوردستاني وشاباً متحمساً يردد في التظاهرات شعارات وطنية عراقية([12]).
   وقد عززت تلك الإنتفاضة ونشاطاتها على ما يرويها هو بنفسه وعياً وطنياً لديه ضد الإستعمار وتجاه أي حاكم موالٍ للأجنبي على غرار صالح جبر آنذاك، الذي يصفه طالباني في إحدى كتاباته بأنه أراد من خلال معاهدة بورتسموث أن يثبت للإستعمار البريطاني عمالته وبأنه أكثر قدرةً من سابقيه في قمع الحركة التحررية الديمقراطية في العراق وفي ملاحقة الأحرار([13]). كما إن إنتخاب طالباني ممثلا لطلبة كويسنجق وبإشتراكه في المؤتمر الاول لطلبة العراق الذي انعقد في 14 من نيسان عام (1948م) في ساحة السباع ببغداد، زاد إنتمائه أكثر لأحوال العراق وقضاياه السياسية والوطنية وفكرة المُعارضة لأي نظام حكم يرفضه الشعب العراقي وحركاتها السياسية الوطنية.
   ومنذ ذلك الحين، ناضل هذا القيادي، لعقود من الزمن ضد الحكومات غير الديمقراطية في البلد، خصوصاً بعد تأسيسه لـحزبه (الإتحاد الوطني الكوردستاني) والذي أقام من خلال تزعمه له، علاقات واسعة مع تيارات المعارضة في داخل العراق وخارجه وأقترب تدريجياً مع أقطاب مختلفة منها إنطلاقاً من العاصمة السورية، دمشق، التي كانت تُؤوي آنذاك بعض الأطراف المعارضة العراقية العربية المنضوية في إطار "التجمع الوطني العراقي". وقد شكل الإتحاد الوطني بزعامة طالباني، نواةً ضمنية لتجتمع حوله عدد من أحزاب وتيارات المعارضة العراقية وتتفق معه في الهم العراقي المشترك([14])، لاسيما بعد أن أثبت هذا الحزب ميدانياً وبفترة وجيزة قدراته القتالية والتنظيمية والسياسية ضد النظام البائد وحصل على أثر ذلك على سند جماهيري عريض في كوردستان المنكوبة آنذاك بعواقب وتداعيات إتفاقية الجزائر بين صدام وشاه إيران(1975م). ونال تأييداً شعبياً حتى في بعض المحافظات العراقية أيضاً بدليل إلتحاق عدد من العرب بالثورة الجديدة وحزبه، فضلاً عن كسبه دعماً سياسياً وعسكرياً من قبل كل من سوريا وليبيا ومنظمة التحرير الفلسطينية وجهات أخرى عربية، وبعده بفترة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية أيضاً.
   وقد أستثمر طالباني كل تلك الروابط والعلاقات والتحالفات من أجل بلوغ مشروع سياسي وطني موسع صوب التغيير في العراق وإيقاف النزيف السياسي للبلد ودماره كما كان يؤكد عليه دوماً في مؤتمرات المعارضة العراقية، ومن خلال إستراتيجية الإشتغال على توحيد الصفوف وتعزيز الجهود الرامية الى الإطاحة بالديكتاتورية في العراق وإحلال نظام ديمقراطي فيه يضمن وحدة العراق أرضاً وشعباً، لاسيما ان طالباني أراد منذ بداية الثورة الكوردية الجديدة في عام (1975م) أن تكون هذه الثورة ذات طابع عراقي عام وليس كوردي خاص، وبعد أن تمكن حزبه من السيطرة على بعض النقاط الجبلية في كوردستان العراق وتمركز قواته من البيشمركة فيها، شكل مفتاحاً لبعض أطراف المُعارضة في الخارج لتنتقل الى داخل كوردستان([15]).
بعبارة أخرى، لعب طالباني دوره على الساحة العراقية بشتى السبل السياسية، أهمها التعاطي المرن والمنفتح مع كافة الأحزاب العراقية المؤمنة بعراق ديمقراطي موحد، وبالإيمان بضرورة التنسيق والتعاون مع أي تيار سياسي عراقي مُعارض يستوعب شروط وحدة العراق عبر تفهم وقبول الطبيعة الفسيفسائية للمجمتمع العراقي وتعدد مكوناته وحقوقهم السياسية والمجتمعية. وقد أثبت ذلك بمواقف عملية تجاه القوى الوطنية العراقية، كان أهمها تقديم يد العون والمساعدة لكل الأحزاب السياسية العراقية المُعارضة، التي تشبثت يوماً ما بتلقي الدعم من حزب طالباني وكوردستان العراق عموماً طوال سنوات الثورة الجديدة وحقبة مابعد الإنتفاضة (1991م) الى حين سقوط النظام العراقي البائد، ومساعدة تلك الأحزاب والتيارات لممارسة نشاطاتها السياسية والفكرية والعسكرية في مناطق كوردستان المحررة، وإعتبار ذلك حقاً مشروعاً وموصوناً لكل عراقي سواء كان مؤيداً لحقوق المكون الكوردي في العراق أو غير ذلك.
المحور الثالث: مفهوم الخطاب وخطاب طالباني الوحدوي في مؤتمر لندن
أولا: مفهوم الخطاب:
الخطاب لغةً: ثمة تعريفات عديدة للخطاب من حيث اللغة، ففي (المعجم الوسيط) ذُكر بمعنى (الكلام) وما يوجه الى بعض أولي الأمر([16])، في حين وردت في (المنجد في اللغة العربية المعاصرة) بمعنى الكلام الموجه إلى الجمهور من المستمعين في مناسبة من المناسبات([17]).
الخطاب إصطلاحاً: في وجهة نظر التراث الغربي، يصف الفيلسوف الفرنسي ميشل فوكو(1926-1984م) الخطاب Discours بأنه مصطلح لساني، يتميز عن نص وكلام وكتابة وغيرها، يشكله كل إنتاج ذهني، سواء كان نثراً أو شعراً أو منطوقاً أو مكتوباً ، فردياً أو جماعياً، ذاتية أو مؤسسية، فهو ليس ناتجاً بالضرورة عن ذات فردية يعبر عنها أو يحمل معناها أو يحيل اليها، بل قد يكون خطاب مؤسسة أو فترة زمنية أو فرع معرفي ما.([18]).
   وفي منظور التراث العربي له تعريفات متعددة، منها تعريف معجم الدرسات الأدبية له والذي يفيد بأن الخطاب هو مجموع التعابير الخاصة والتي تحدد بوظائفها الإجتماعي ومشروعها الآيديولوجي. ويعرّفه د.محمد شومان بأنه طريقة معينة للتحدث عن الواقع وفهمه، كما أنه مجموعة النصوص والممارسات الخاصة بإنتاج النصوص وإنتشارها وإستقبالها مما يؤدي الى إنشاء وفهم الواقع الإجتماعي.
  أما باحث هذه الدراسة فيُعرّفه على أنه : مجموعة من الأنشطة الذهنية واللغوية، اللفظية وغير اللفظية، الجسدية والطقوسية والرمزية لتسمية عالم الظواهر والوقائع والأشياء بإستراتيجيات معينة من التسمية وتشخيصات فكرية وسياسية ما، وذلك لأهداف محددة ترتبط بهواجس الخطيب وحضوره، أو آماله وتطلعاته، أو ممارسته للمعرفة والسلطة، أو وفق ما تهدف له جهة الخطاب وتطمح اليه، إن كانت هذه الجهة مؤسسة، أو جماعة أو ما الى ذلك.
  وفي كل الأحوال لايمكن أن يعتقد المرء أن الوقوف على هذه التعريفات يعني حسم المعالم النهاية لمفهوم الخطاب، فالموضوع أصلاً – كما يؤكد عليه المشتغلين في حقل تحليل الخطاب- غامض وملتبس وتدور حوله معارك ونقاشات فكرية ومنهجية صاخبة، ورغم كثرة وتنوع ما يكتب إلا أنه لا يوجد إتفاق على شيء محدد بشأن الخطاب وتحليل الخطاب، وتبقى أسئلة كثيرة تترد حوله، مفادها هل هو نظرية أم منهج أم أداة للتحليل؟، كما أن مدارس تحليل الخطاب ترتبط بتيارات ومدارس فكرية لايوجد بينها إتفاق.([19])
ثانيا، خطاب طالباني الوحدوي:
  وفقاً للتعريفات التي وردت لمفهوم الخطاب لغةً وإصطلاحاً كنماذج من بين الكثير من التعريفات الأخرى لهذا المفهوم، يمكن للباحث توصيف خطاب طالباني بأنه: عبارة عن مجموعة من الأفكار والألفاظ، أو السياسات والمواقف، أو التشخيصات والتعميمات، أو التحليلات والتوقعات، أو الرغبات والإشتياقات، أو التمنيات والآمال، أو الإجراءآت والأفعال، التي تعبر عن وجوه من ماهية طالباني وهويته، إن كان ذلك بصفته مشتغلاً في حقل السياسة، أو مواطناً ينتمي الى بلد ما، أو إنساناً يعيش على وجه المعمورة، ويتجسد ذلك من خلال ما هو مُعلن في خطابه وما هو مضمور إزاء عالم القضايا والأحداث والتطورات.
 أما وحدوية الخطاب لدى طالباني فتتميز قبل كل شيء بتصميم هذا الأخير على البعد الأرحب من هويته المجتمعية، ألا وهو الهوية الوطنية العراقية، وذلك بالتقليل من حدة الٳختلافات الإجتماعية والسیاسیة والثقافیة الكامنة في بنية المجتمع العراقي، والصراع مع تعبيراتها السياسية العنصرية وسلوكياتها المتعصبة، وقد كان ذلك الأمر لدى طالباني ومنذ سبعينيات القرن الماضي بمثابة نضال لحل التناقضات داخل الشعب وإعتبار هذا النضال وسيلة لتعزيز الوحدة، والإيمان أيضاً – كما يقول - بأن القضايا المشتركة والمتنازع عليها لا تعالج معالجة سليمة إلا على أساس مبدأ الوحدة والصراع، الوحدة النضالية من أجل الأهداف المشتركة، والصراع الآيديولوجي والدعائي والسياسي من أجل كسب ثقة الجماهير.([20])
  وتتجلى وحدوية خطاب طالباني في التاريخ المعاصر في دعواته المتواصلة الى نقد الذات والإنفتاح بوجه الآخر، أو الحوار والتفاوض، أو التوافق والتضامن، ٲو ٳدارة الإختلافات والتناقضات واستعابها تاريخياً من خلال إعمار وتمجید القواسم المشتركة بین المختلفین، ٲو عبر بناء تدریجي ٲو تواصلي لمصالح ومباديء سیاسة ومجتمعیة وحضاریة راقية لاتقصي أحد من دائرة الهوية الوطنية، بل تُحدد الواجبات وتضمن الحقوق وتتصالح معها أحوال البلاد والعباد كلها.
  بعبارة أخرى أن وحدوية هذا الخطاب هي عبارة عن منظومة من الرؤى والتنظيرات أو المواقف والممارسات السياسية الحاثة على تلاحم وترابط الخصوصيات الطائيفية والمذهبية والقومية والآيديولوجية في هوية وطنية جامعة، وتستمد قوتها ومشروعیتها من التجارب القاسية والمزلزلة لثنائية المجتمع والدولة في العراق وبالتالي الإستفادة من العِبَر والدروس التاريخية، لاسيما أن طالباني ومنذ ستينات القرن الماضي الى يوم رحيله كان مؤمناً بوحدة العراق، وكان في طليعة المدافعين عنها بالصيغة الفكرية والمبدئية الثابتة والمعهودة منه، ألا وهي وحدة العراق، "على أساس الأتحادي الإختياري الأخوي بين القوميات، التي تعبر عن إرادتها الحرة في التعايش مع بعضها تحت مظلة دولة موحدة، وبالمقابل رفض الوحدة الإلحاقية القائمة على ضم قسري لقوميات مغلوبة الى الأمة السائدة في الدولة المنتصرة".([21]).
  كما أن منبع خطاب طالباني الوحدوي يتدفق أيضاً من مجموعة من القضايا والحقائق، أو التحديات والصراعات، أو النكسات والإنقسامات، أو حتى من ردود أفعال تجاه بعض الإتهامات والتخوينات، التي صاحبت تاريخ الفتن السياسية في العراق وحروبه الأهلية والإقليمية، والتي أفرزت وأياها نماذج من هذا الخط والمسار في الخطاب ومنحته الجاذبية والمشرعية معاً، وبالتالي تلاقي كل تلك الإعتبارات والعوامل مجتمعةً في بنية خطابه، فما بالك إذا ما عَلِمنا بأن طالباني عاش في دولة غير طبيعية الولادة والنشأة والصيرورة، وترعرع في مجتمع فسيفسائي يتعذر فيه على المرء تجاوز إنقساماته المعقدة بسهولة ومن دون إمتلاك ثقافة سياسية غنية، والمقصود هنا المجتمع الموزائيكي الذي يوصَف عموماً في نظر فقهاء علم الاجتماع Sociology بأنه: عبارة عن تجمعات بشرية غالباً ما تُقدِّم الهوية الخاصة (مصلحة الطائفة أو القبيلة أو الجماعة أو الحزب) على الهوية العامّة، ونظراً لتغليب المصلحة الفئوية على المصلحة العامة، فكثيراً ما تنشب الفتن في مثل هذه المُجتمعات.([22])
 بمعنى آخر، لقد تميز جلال طالباني كزعيم عراقي عن غيره بأنه كان متطلعاً وراغباً منذ بداية مسيرته السياسية الى توحيد المشتت وترميم المجزأ عبر التَثَقُّف بفلسفة سياسية وطنية متجاوزة للنزعات الدينية والطائفية والقومية والآيديولوجية، ومتسامحة في الآن ذاته مع الإتجاهات السياسية المتناقضة، التي قد لا تلتقي فكرياً أو مذهبياً ودينياً إلا إنها متقاربة ومتوافقة بنحو ما في إطار مشروع سياسي عريض وأساسي هو معارضة الأستبداد والدكتاتورية في العراق. وقد تجلت هذه الميزة لديه في مسيرة تجاربه السياسية أيضاً وعلى أرض الواقع، منها على سبيل المثال لا الحصر:
 أولاً: تسمية حزبه بأسم (الإتحاد الوطني الكوردستاني) الذي بناه على فلسفة توحيد منابر فكرية وسياسية مختلفة ومشتتة واجهت تحديات سياسية مشتركة عقب إنهيار الثورة الكوردية في عام (1975م).
ثانياً: تأسيس الجبهة الكوردستانية المتكونة من معظم الأحزاب الكوردية العراقية الأساسية في عام (1988م) متجاوزاً بذلك الخلافات الكوردية- الكوردية في تلك المرحلة ومتوجهاً به الى بناء معارضة عراقية موحدة وفاعلة ووطنية.
ثالثاً: العمل على بلورة "التجمع الوطني العراقي" والمساهمة في تشكيل الجبهة الوطنية القومية الديمقراطية (جوقد) التي ضمت بالإضافة الى حزب طالباني، الحركة الإشتراكية العربية، وقيادة قطر العراق لحزب البعث، ومؤتمر القوميين الإشتراكيين، والحزب الإشتراكي وغيرها. ([23])
رابعاً: المشاركة كزعيم الأتحاد الوطني الكوردستاني أو كممثل للجيهة الكوردستانية في إجتماعات دورية وغير دورية للأحزاب العراقية المعارضة، وذلك لبلورة تفاهمات وإتفاقيات سياسية بخصوص الأوضاع في العراق والموقف من النظام الحاكم كما حدث ذلك في مثال مؤتمر دمشق المنعقد في 27 من كانون الأول عام (1990م) بين سبعة عشرة منظمة سياسية عراقية معارضة([24]).   
  وتلك التجارب كلها وغيرها، تؤكد إن الطابع الوحدوي لخطاب طالباني، كان بحاجة دوماً الى فلسفة سياسية جديدة ومواقف عملية قوامها الإصرار والعمل على توحيد الصفوف والصمود أمام تحدياته كمبدأ فكريٍ ثابت وإستراتيجية سوسيو-سياسية مُستوعبة للإختلافات والقبول بها كشروط موضوعية للإجتماع والإجماع، وهذا ما لوحظ في مواقفه السياسية وأدبياته الفكرية وكتبه وكلماته أيضاً، التي القاها في معظم المناسبات والمؤتمرات أو الملتقيات والمنتديات بأساليب إقناعية وتوجيهية وتعبوية معاً، وبالإعتماد على لغة مغايرة في البلاغة السياسية والتواصل السياسي، فضلاً عن اللجوء الى إستمالات عقلانية وعاطفية في مخاطبة الجمهور المستهدف، وإستخدام اللغات والعبارات والجمل المؤثرة، لاسيما أن حامل هذا الخطاب كان يجيد لغة التواصل السياسي والإجتماعي مع الآخرين، وعاش لفترات زمنية طويلة في بغداد العاصمة، وأكمل فيها كلية الحقوق، ومكث لفترات متفرقة في كل من دمشق وبيروت والقاهرة، وأختلط بالفئات المجتمعية المختلفة فيها، لاسيما مع الأوساط السياسية والإعلامية والثقافية، وكان ملماً باللغة العربية أفضل من الساسة العراقيين الآخرين ومُعجباً بالأدب والثقافة العربية وبالتالي قادراً وفصيحاً في مخاطبة الغير وإفهامه والتأثير فيه.
ثالثاً، مؤتمر لندن:
  قبل إنعقاد مؤتمر لندن، كانت هناك مؤتمرات أخرى عديدة نظمتها أطراف أساسية ومختلفة من المعارضة العراقية بمبادرات ذاتية أو بدعم من الدول المساندة لها، وذلك لتوحيد الأفكار والمشاريع والجهود، وأهم تلك المؤتمرات كان مؤتمر بيروت في 11-13 من كانون الثاني لعام (1991م) و مؤتمر فينا في 16 من حزيران (1991م) و ومؤتمر لندن  في 15 تموز (1991م) و مؤتمر صلاح الدين في 17 من تشرين الأول (1992م)، ومؤتمر نيويورك في آذار- مارس (1999م) في الولايات المتحدة.
   ومن أهم مؤتمرات المعارضة العراقية التي لعبت الولايات المتحدة الأمريكية دوراً لافتاً في تنظيمها، هو مؤتمر لندن المُنعقد في 14 -17 من كانون الأول- ديسمبر 2002 في  فندق (هيلتون ميتروبولي) في منطقة اجور رودEdgware – Road) ) وسط العاصمة البريطانية لندن، وكان يهدف لإستقطاب الأحزاب المعارضة للحكومة العراقية آنذاك والتحضير لمرحلة ما بعد نظام صدام حسين.
  وقد حضر المؤتمر تشكيلة واسعة من الأحزاب والتنظيمات وبعض الشخصيات العراقية المستقلة، وتحديداً كل من المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، الأتحاد الوطني الكوردستاني، المؤتمر الوطني العراقي، الحزب الديمقراطي الكوردستاني، الحزب الوطني الآشوري، الحزب الإسلامي العراقي، حركة الوفاق الوطني العراقي، حركة الديمقراطية العراقية، منظمة العمل الإسلامي، الحركة الوطنية العراقية، الحركة الملكية الدستورية العراقية، الجبهة التركمانية العراقية، الاتحاد الإسلامي التركماني العراقي، حزب كوردستان، حزب الدعوة الإسلامية، حزب الوطن العراقي، الحزب الديموقراطي الاشتراكي الكوردستاني، المجلس الأعلى للإنقاذ الوطني، الحركة الديمقراطية الآشورية، بالإضافة لمستقلين وسياسيين منتمين لحركات وأحزاب سياسة أخرى. ([25])
  ومن الدول الإقليمية للعراق، حضر النائب الكويتي محمد الصقر ممثلاً للكويت بعد أن قام جلال طالباني بزيارة الكويت لغرض الدعوة وبعدها زيارة محمد باقر الحكيم اليها لتأكيد دعوة المشاركة، وعلى الصعيد الدولي حضر المؤتمر زلماي خليل زاده مبعوث الولايات المتحدة الأمريكية لدى المعارضة العراقية، وديفيد بيرس عن وزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين وممثلون عن جهاز الأمن القومي الأمريكي ووزارة الخارجية البريطانية، وممثلون عن سفارات فرنسا والصين وبلجيكا واليونان والدنمارك، ولم تشارك روسيا، وغابت الدول العربية باستثناء الكويت.
أما بخصوص الأحزاب التي أنسحبت من المؤتمر، فقد انسحبت منه عدة حركات احتجاجاً على ما وصف بتجاوز بعض الاطراف على مبدأ التعددية والديمقراطية، وهي الحزب الشيوعي، وحزب الدعوة، وحركة الوفاق الإسلامي، وحركة تيار الإمام الصدر، ورابطة علماء الدين في العراق، والحركة الإسلامية لتركمان العراق، والحركة الإسلامية في كوردستان العراق.([26]).
 وافتتح المؤتمر جلسته الأولى الصباحية يوم السبت 14 كانون الثاني 2002م، وأُستهل الإفتتاح بتلاوة إياتٍ من الذكر الحكيم ومن ثم توالى القاء الكلمات المعارضة العراقية من قبل قادة المعارضة العراقية والضيوف والأجانب، ثم قرأ د.فؤاد معصوم من الإتحاد الوطني الكوردستاني تقرير اللجنة التحضيرية للمؤتمر والذي إعترف فيه بوجود تنظيمات وقوى سياسية عراقية خارج المؤتمر، مشيراً الى ان لجنة التنسيق التي ستنبثق عن المؤتمر سوف تحاور هذه القوى.([27]). وترأس الجلسة الأولى هوشار زيباري من الحزب الديمقراطي الكوردستاني، حيث دعا عبدالعزيز الحكيم، وجلال طالباني، ومسعود بارزاني، الشريف علي بن حسين، وأحمد جلبي، وأياد علاوي، وعزالدين سليم، ومحمد بحر العلوم، وصفية السهيل، وحسن النقيب للصعود الى المنصة لإلقاء كلماتهم. ([28])
وحرصت واشنطن ولندن حينها على أن يكون المؤتمر ممثلاً لكل شرائح المجتمع العراقي، ولو بشخصية واحدة. ونجح المنظمون والمشتركون في تسويق فكرة ضرورة إسقاط نظام الحكم في العراق، وقد كان كلمة طالباني في صدارة كلمات المؤتمر وبرز خلالها كقائد محنك مما جعله محبوباً لدى قادة المعارضة العراقية وكان له دور بارز في توحيد صفوف المعارضة خلال المؤتمرات واللقاءآت المحلية والعالمية.([29])
 وكان قادة المعارضة العراقية قد أكدوا في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، ضرورة الحفاظ على وحدة العراق وسيادته وإقامة نظام برلماني تعددي بعد الإطاحة بنظام صدام وعبروا عن رفضهم تولي إدارة أجنبية لحكم العراق في الفترة الانتقالية.([30]) وخرجوا في المؤتمر بإصدار وثيقة من عشر صفحات بعنوان "البيان السياسي لمؤتمر المعارضة العراقية".
القسم الثالث، الدراسة التحليلية لخطاب طالباني ونتائجها:
يتناول هذا القسم من الدراسة مضمون العينة وتحليله، وإستخراج نتائج التحليل بعد عمليات الترميز والتصنيف وجدولة الفئات وتطبيق إجراءآت رياضية وأحصائية عليها كرصد تكرارت الفئات والنِسَب المئوية لكل منها وبالتالي تحديد مراتب الفئات في الجدول، وذلك كله عبر المحاور التالية: 
المحور الأول: البيانات الأولية: تتمثل فيما يلي:
عدد الكلمات والجمل والفئات الواردة في عينة الدراسة:
الجدول رقم (2) : يُقدم بيانات أولية عن عينة الدراسة
مجموع
بيانات عن العينة
ت

1061
كلمات مضمون عينة الدراسة
1

86
جمل مضمون عينة الدراسة
2

8
فئات ماذا قيل؟:
3

10
فئات كيف قيل؟:
4

  كما هو ملحوظ في الجدول رقم(2)، وصل عدد الكلمات الواردة في مضمون العينة الى(1061) كلمة، وعدد جُمَل المضمون(88) جملة، أما الفئات التي تم ترميزها والمتمثلة في فئات(ماذا قيل؟) المُعبرة عن موضوعات مضمون العينة، فهي (8) فئة، وفئات(كيف قيل؟) الخاصة بأساليب التعبير عن تلك الموضوعات وعرضها،(10) فئة.

عناوين الموضوعات الواردة في عينة الدراسة
عناوين الموضوعات
ت

المؤتمر
1

النظام البائد
2

الوحدة و توحيد الصفوف
3

وضع العراق
4

الفيدرالية
5

الكورد وكوردستان العراق
6

الواجبات والمهمات
7

تقديم الشكر الأمتنان
8

 الجدول رقم (3): يُبين عناوين الموضوعات الواردة في عينة الدراسة

 يتضمن الجدول رقم (3) عناوين مجمل الموضوعات الواردة في عينة الدراسة، وهي كالتالي: المؤتمر، النظام البائد، الوحدة وتوحيد الصفوف، وضع العراق، الفيدرالية، الكورد وكوردستان العراق، الواجبات والمهات، تقديم الشكر والإمتنان، وكل هذه الفئات هي موضوعات أساسية في عينة الدراسة وتعكس المضامين الظاهرة لخطاب طالباني ومضمراته.

المحور الثاني: تحليل فئات (ماذا قيل؟) في مضمون عينة الدراسة ونتائجها:
 عن المؤتمر:
                  الجدول رقم (4): يُبين ما قيل عن المؤتمر:
المرتبة
النسبة المئوية
تكرارات
المؤتمر
ت

الثانية
15.38%
4
تثمين المؤتمر
1

الثانية
15.38%
4
التوقع من المؤتمر
2

الثانية
15.38%
4
المرجو من المؤتمر
3

الثالثة
07.69%
2
الحاضرين في المؤتمر
٤

الأولى
38.46%
10
الغائبون عن المؤتمر
٥

الثالثة
07.69%
2
معاني إنجاح المؤتمر
6


100%
26
مجموع

الغائبون عن المؤتمر: يُلاحظ من نتائج الجدول رقم (4)، أن هذه الفئة جاءت في المرتبة الأولى من بين الفئات المتعلقة بموضوع المؤتمر، وذلك بواقع (10) تكرارات ونسبة قدرها(38.46%)، وهذه النتيجة، من حيث تحليل المضمون الظاهر، تدل على أن المُخاطِب مهتم بالدرجة الأولى بالغائبون عن المؤتمر. ومن أهم الجمل التي وردت في الكلمة بخصوص المؤتمر والتي تعبر عن هذه الفئة الفرعية، هي:
بعض الأخوة لم يكونوا راضين عن المؤتمر ولم يأتوا معنا الى هذا الإجتماع
هناك قوى خارج المؤتمر ناضلت من أجل تحقيق الاهداف التي نناضل جميعا من اجلها
هنالك قوى هائلة معارضة للنظام الدكتاتوري داخل الوطن لم تستطع ان تنظم نفسها كما يجب او ان تشترك معنا في هذا المؤتمر
هنالك قوى وهنالك مجاهدين ومناضلين داخل الوطن هم ايضا سيلعبون دورا هاما في التغيير الديمقراطي الشامل.
ومن حيث تحليل الخطاب، تدل على أن المُخاطِب يقر في كلمته بوجود فراغ في نسيج وحدة الصف في المؤتمر، ألا وهو غياب بعض القوى والأحزاب والتيارات والشخصيات العراقية، التي يكتمل بهم مشروع الوحدة الوطنية. كما أن إستحضار تلك القوى والشخصيات العراقية رمزياً ومعنوياً في متن نص الكلمة وتمجيد نضالهم يدل على أخذهم بعين التقدير والإعتبار بل الرغبة أيضاً في إلتحاق تلك القوى الوطنية بمشروع المعارضة العراقية، وهذا ما يستدل على البعد الوحدوي الطاغي في خطاب طالباني.
تثمين المؤتمر، التوقع من المؤتمر، المرجو من المؤتمر: أحتلت هذه الفئات المرتبة الثانية من بين الفئات المرتبطة بموضوع المؤتمر وذلك بواقع (4) تكرارات ونسبة (15.38%) لكل منها، وهذه النتيجة تدل على مستوى تحليل المضمون الظاهر، على أن المُخاطِب ركز بالدرجة الثانية في كلمته على إبراز أهمية المؤتمر كمحطة لإجتماع المعارضة العراقية الوطنية، وما ينتج عن هذا المؤتمر وماهو مرجو من قراراته، لأن ذلك يبرر عقده والهدف من تنظيمه. وأتضح ذلك من خلال مثال هذه الجمل الآتية:
هذا المؤتمر يعبر عن ارادة الشعب العراقي في التحرر من الدكتاتورية.
ان هذا المؤتمر سيعمل ويجاهد من اجل تحقيق الاهداف التي رسمتها اللجنة التحضيرية له منذ البداية.
نرجو أن تكون قرارات المؤتمر متجاوبة مع متطلبات انقاذ العراق.
ومن حيث تحليل الخطاب، فأنها رسالة مضمرة الى الغائبون عنه مفادها أن إرادة الشعب تدعوهم الى التنسيق والتوحيد مع القوى الحاضرة في المؤتمر وأن المؤتمر جاد في مساعيه وخططه، وأن ما يرجى منه هو مرتبط بأمر مصيري بالنسبة للعراقيين، لاسيما أن طالباني كان في ذلك الحين على علم تام بأن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تُسقط نظام البعث مهما كلفها الأمر.
الحاضرين في المؤتمر، معاني إنجاح المؤتمر: وهاتان الفئتان جاءتا في المرتبة الثالثة من بين الفئات المتعلقة بموضوع المؤتمر، وذلك بواقع تكرارين ونسبة (07.69%)، وهذه النتيجة، هي على مستوى التحليل الظاهر للمضمون، تعني أن المؤتمر أستطاع أن يستقطب قوى نوعية، وأن الوحدة الوطنية الحقيقية المتمثلة في القوى المشتركة في المؤتمر ستتَحَقق بتحقيق إنجاح المؤتمر. وأهم الجمل المُجسدة لهما هي الآتي :
ان قوى اساسية هامة وعاملة وفاعلة على ارض الوطن تشترك في هذا المؤتمر.
إنجاح هذا المؤتمر انجاح للوحدة الوطنية العراقية الحقيقية.
ومن حيث تحليل الخطاب، فتدل على أن الحاضرين في المؤتمر لايمكن التقليل من شأنهم وليسوا معارضة الفنادق كما أتهمهم النظام الحاكم في حينه أو بعض القوى المُقاطعة للمؤتمر، وإنما هي قوى وشخصيات أساسية وموضع الرهان، وتعني أيضاً إذا ما نجح المؤتمر فأن الوحدة الوطنية الحقيقية، مضمونة أيضاً، لأن نجاح المؤتمر على يد الحاضرين فيه يؤثر إيجابياً على الغائبون عنه ويضمن التحرك والعمل على التواصل والتنسيق معهم، والعكس صحيح.
عن النظام البائد:
                               الجدول رقم (5) : يوضح ما قيل عن النظام البائد
المرتبة
النسبة المئوية
تكرارات
النظام البائد
ت

الثانية
16.66%
2
حرب النظام ضد دول الجوار
1

الثانية
16.66%
2
تسلط النظام على الشعب
2

الأولى
66.66%
8
جرائم النظام ضد شعبه
3



12
المجوموع

جرائم النظام ضد شعبه: تشير نتائج الجدول رقم (5)، ان هذه الفئة أحتلت المرتبة الأولى من بين الفئات المتعلقة بموضوع النظام البائد الذي ورد في كلمة المُخاطِب، وذلك بواقع (8) تكرارات ونسبة (66.66%)، وهذه النتيجة على مستوى المعنى الظاهر للمضمون تشير الى أن جرائم النظام  ضد العراقيين هي من أهم القضايا التي توحد الموقف والكلمة إزاء النظام، لأنه هذا الأخير أقترف جرائم كبيرة بحق كافة مكونات الشعب العراقي ودون استثناء، وقد أتضح ذلك في أبرز الجمل الواردة فيها، كالتالي:
الدكتاتورية جلبت للعراق كوارث ومآسي لا حد لها في التاريخ منذ عهد هولاكو الى يومنا هذا
هذا النظام هدد وحدة العراق
رحيل هذا النظام الدكتاتوري الملطخة اياديه بدماء مئات الالوف من العراقيين
ومن حيث تحليل الخطاب، تدل على بقاء بشاعة تلك الجرائم في الذاكرة الجمعية ولدى العراقيين ورفض تعاطي الضحية مع الجلاد وضرورة الإجماع الوطني على إنهاء المظالم والديكتاتورية.
حرب النظام ضد دول الجوار، تسلّط النظام على الشعب: وهاتان الفئتان جاءتا في المرتبة الثانية من بين الفئات المتعلقة بموضوع النظام البائد، وتوزعت تكراراتهما بواقع تكرارين وبنسبة (16.66%) لكل منهما، وهذا يدل على أن النظام لم يكتفي بإرتكاب الجرائم بحق شعبه فقط وإنما طالت جرائمه على غير العراقيين أيضاً، وأنه حكَم البلاد بأساليب القمع والتسلط لا بإرادة مجتمعية حقيقية، وأبرز الجمل الواردة في هذا الخصوص هي الآتي:
هذا النظام شن حربا ظالمة على الجارة العزيزة ايران التي ساعدت الشعب العراقي في المحن وفي الايام الصعبة.
هذا النظام شن حربا ظالمة على الكويت والشعب الكويتي الذي أغدق الاموال والمساعدات على النظام الدكتاتوري حتى في حربه الظالمة ضد الجارة ايران.
ومن حيث تحليل الخطاب، فهي بمثابة تذكير تلك الدول المتضررة من حروب وجرائم النظام بالقواسم المشتركة مع العراقيين وضرورة دعمهم للمعارضة العراقية، كما تعني إن على تلك الدول أن تدعم مشروع الإطاحة بالنظام، خصوصاً بعد أن رفضت آنذاك الجمهورية الإسلامية الإيرانية الحضور في المؤتمر لا لعدم جدوى أو مشروعية إزالة النظام وإنما لإن المشرف عليه هو الولايات المتحدة الأمريكية.
ج- الوحدة وتوحيد الصفوف:
الجدول رقم (6) : يوضح ما قيل عن الوحدة وتوحيد الصفوف
المرتبة
النسبة المئوية
تكرارات
الوحدة و توحيد الصفوف
ت

الأولى
50%
5
وحدة المعارضة
1

الثانية
40%
4
الوحدة الوطنية
2

الثالثة
10%
1
مشروطية الوحدة
3


100%
10
المجموع

وحدة المعارضة: كما هي واضحة في الجدول رقم (6)، أحتلت هذه الفئة المرتبة الأولى من بين الفئات الفرعية المرتبطة بموضوع الوحدة وتوحيد الصفوف، وذلك بواقع (5) تكرارات ونسبة (50%)، وهذه النتيجة على مستوى الظاهر للمضمون، تدل على أن وحدة المعارضة العراقية هي غاية بحد ذاتها، بل من بين أهم أمور الوحدة وتوحيد الصفوف نظراً للدور التاريخي الذي يقع على كاهل المعارضة العراقية في مؤتمر لندن والذي يتمثل في وحدة صفوفها وأهدافها، وأتضح ذلك في مثال الجمل الآتية:
 نتمنى ان يخرج هذا المؤتمر بصفوف موحدة
المعارضة العراقية تستطيع ان تتوحد في العمل والاساليب النضالية
المعارضة العراقية موحدة في الاهداف.
ومن حيث تحليل الخطاب، فتعني أن وحدة المعارضة العراقية مرهونة بنتائج المؤتمر وبالقيام بما يضمن وحدتها وأن هذه الوحدة قد قطعت أشواطاً من حيث تلاقي أهداف قواها وأن قدرتها على التوحيد في العمل وأساليب النضال أمر محتوم.
الوحدة الوطنية: جاءت هذه الفئة بالمرتبة الثانية وتوزعت تكراراتها بواقع (4) تكرارات وبنسبة (40%)، وهذه النتيجة مؤشر واضح على ان الوحدة الوطنية في كلمة المُخاطِب تشكل مطلباً محورياً متناغماً مع تحقيق غاية وحدة المعارضة وقواها. وأهم الجمل المُعبرة عنها هي الآتي:
 الخطاب السياسي الموحد للشعب العراقي
من اجل تحقيق الوحدة الوطنية العراقية
ادعو الجميع الى العمل بروح المسؤولية الوطنية، المسؤولية العراقية.
ومن حيث تحليل الخطاب، فتعني أن الوحدة الوطنية تتطلب خطاباً وحدوياً وثمة مواقف وإجراءآت ينبغي القيام بها حتى تتحقق هذه الوحدة، وأن الشعارات والخطابات غير كافية بدليل الدعوة الى العمل بروح المسؤولية الوطنية.
مشروطية الوحدة: جاءت هذه الفئة في المرتبة الثالثة، وذلك بواقع تكراراً واحداً ونسبة (10%)، وهذه النتيجة تدل على أن العراق الموحد لا يأتي من الفراغ وليس دعوة مثالية وإنما بحاجة  الى توافر شروط مادية ما، والجملة التي توضح ذلك هي الآتي:
ان العراق الموحد لن يستطيع ان يتقدم ويزدهر الا اذا اقيم على اساس الديمقراطية والفيدرالية.
ومن حيث تحليل الخطاب، تضمر رسالة الى المؤتمرون مفادها إستحالة توحيد الصفوف أو عراق موحد ومزدهر إلا بقيام الديمقراطية والفيدرالية، وهذه الرسالة تعبر عن فلسفة طالباني السياسية حول رهان الوحدة في العراق.




د- وضع العراق:
الجدول رقم (7): توضح وضع العراق في عينة الدراسة
المرتبة
النسبة المئوية
تكرارات
وضع العراق
ت

 الثانية
30%
3
العراق الراهن
1

  الأولى
70%
7
العراق المرجو
2


100%
10
المجموع

العراق المرجو: وفق الجدول رقم (7)، جاءت هذه الفئة في المرتبة الأولى من ضمن موضوع وضع العراق، وذلك بواقع (7) تكرارات وبنسبة (70%)، وهذه النيجة تدل على أن المُخاطِب يتطلع الى عراق مغاير وجديد، ويتضح ذلك في مثال الجمل الآتية:
عراق العرب والكورد والتركمان والآشوريين
عراق المسيحيين والمسلمين
عراق الشيعة والسنة
عراق الجميع حيث لا تمييز بين العراقيين
عراق الجميع حيث لا تمييز قومي ولا تمييز طائفي
يساهم جميع العراقيين في حكم العراق حسب درجات امكانياتهم وطاقاتهم وخدماتهم للشعب العراقي.
ومن حيث تحليل الخطاب، تدل على أن المُخاطِب لايقصي في فلسفته السياسية وبلاغه الفكري أي مكون من مكونات الشعب العراقي من دائرة الهوية الوطنية العراقية التي يتطلع اليها، ولا ثمة عراق جديد من دون ضمان الحقوق السياسية لهذه التركيبة المجتمعية الغنية.  
العراق الراهن: جاءت هذه الفئة في المرتبة الثانية من ضمن موضوع وضع العراق، وذلك بواقع (3) تكرارات وبنسبة قدرها (30%)، وهذه النتيجة هي تشخيص مختصر لما كان سائداً في تلك المرحلة بخصوص وضع البلد، ويتضح ذلك في الجمل الآتية: 
 العراق مقسم الآن عملياً
الشعب يعاني من أبشع انواع الاضطهاد
القضية العراقية تدولت
ومن حيث تحليل الخطال، تعني إن البلد بحاجة الى التوحيد لأنه مقسم عملياً، والخلاص لأنه يعاني من الإضطهاد، والتفاعل مع تطوراته لأن قضيته لم تعد شأناً داخلياً، وكل هذه الأمور المصيرية تتطلب وحدة المشروع والصفوف.

هـ-  الفيدرالية:
الجدول رقم (8): يُبين ما قيل عن الفيدرالية
المرتبة
النسبة المئوية
تكرارات
الفيدرالية
ت

الثانية
42.85%
3
مفهوم الفيدرالية
1

الأولى
57.14%
4
الفيدرالية كنظام معزز للوحدة والأخوة
2


100%
7
المجموع

الفيدرالية كنظام معزز للوحدة والأخوة: يشير الجدول رقم (8) أن هذه الفئة جاءت في المرتبة الأولى ضمن إثارة موضوع الفيدرالية، وذلك بواقع (4) تكرارات ونسبة قدرها (57.14%)، وهذه النتيجة تدل على ان المُخاطِب مهتم بعلاقة هذا النوع من النظام السياسي بتعزيز وحدة البلاد والعباد، وأتضح ذلك في مثال الجمل الآتية:
الفيدرالية لا تهدد الوحدة الوطنية
الفيدرالية تعزز الوحدة الوطنية
الفيدرالية تعزز الاخوة بين الكورد والعرب والتركمان والآشوريين في وطن مستقل موحد ذي سيادة.
ومن حيت تحليل الخطاب، فهي لتفنيد المنظور الذي يخشى من هذا لنظام ويعتبره تقسيماً للبلاد، كما تعني أن أستقلالية البلد و وحدته وسيادته مرهونة بالأخذ بمثل هذا النظام وإلا سيتعذر تحقيق أي منها.

مفهوم الفيدرالية: جاءت هذه الفئة في المرتبة الثانية بواقع (3) تكرارات وبنسة (42.85%)، وهذه النتيجة تدل على أهمية توضيح المفاهيم السياسية الجديدة لدى المُخاطِب للمؤتمرون، وأتضح ذلك في مثال الجمل الآتية:
الفيدرالية هي نظام حديث متطور للادارة
الفيدرالية اليوم تمارس من قبل حوالي (70) بلداً في العالم
الفيدرالية تعني تطبيق الديمقراطية وممارستها من قبل الجماهير.
ومن حيث تحليل الخطاب، فهذه النتيجة تضمر رسالة مفادها أن وحدة العراق أرضاَ وشعباً وإدارة شؤونه تتحقق بتطبيق هذا النظام السياسي، خصوصاً أن طالباني وحزبه والأحزاب العراقية المشاركة في المؤتمرات السابقة للمعارضة قد توصلو الى إجماع سياسي بشأن ضرورة تبني مثل هذا النظام في المرحلة الإنتقالية للعراق وفي الدستور العراقي القادم.  



و- الكورد وكوردستان العراق:
الجدول رقم (9): يُبين ما قيل عن الكورد و كوردستان العراق
المرتبة
النسبة المئوية
تكرارات
الكورد وكوردستان العراق
ت

الأولى
27.27%
3
مساهمة الكورد في توحيد الصف
1

الثانية
18.18%
2
دور الكورد في إنجاح المؤتمر
2

الثانية
18.18%
2
أحتضان كوردستان للمؤتمر
3

الأولى
27.27%
3
ما يتوقه الكورد من المؤتمرون
4

الثالثة
09.09%
1
نعت الكورد
5


100%
١١
المجموع

مساهمة الكورد في توحيد الصف، ما يتوقعه الكورد من المؤتمرون: وفق الجدول رقم (9)، هاتان الفئتان جاءتا في المرتبة الأولى ضمن موضوع الكورد وكوردستان العراق، وذلك بواقع (3) تكرارات لكل منهما ونسب قدرها(27.27%) وهذه النتيجة تدل على حجم دور الكورد في توحيد صفوف المعارضة العراقية، كما يعني أن الكورد وكوردستان العراق يتوقع أن تكون المعارضة العراقية معارضة وفية و ترد الأفضال، ويتضح ذلك في مثال الجمل الآتية:
 انكم تعلمون ان اخوتكم الكورد ساهموا دوما في تعزيز الوحدة الوطنية العراقية
تاريخ المؤتمرات العراقية خير شاهد على الدور الذي لعبه الكورد في توحيد المعارضة
يتوقعون منكم ايضا تأييد امانيهم المشروعة
يتوقعون منكم رفع المظالم عنهم.
وعلى مستوى تحليل الخطاب، فهي تعني أن الكورد هو الطرف الأساسي في مساعي توحيد أطراف المعارضة وبدونه لن يكتمل مشروع الوحدة الوطنية وهذه المسلمة ليست مجرد إدعاء بل موثوقة بتجارب تاريخية. كما تعني أن المؤتمرون في إفتراضات الكورد ليسو بناكري المعروف، وعليه يُنتظَر منهم الإرتقاء الى مستوى المسؤوليات الوطنية القادمة.
إحتضان كوردستان للمؤتمر، دور الكورد في إنجاح المؤتمر: وهاتان الفئتان جاءتا في المرتبة الثانية، وذلك بواقع تكرارين ونسبة (18.18%) لكل منهما، وهذه النتيجة تعني أن الكورد و كوردستان العراق مهتمان بشكل ملفت بمؤتمرات المعارضة العراقية، ويتضح ذلك في الجمل الآتية:
ان اخوتكم الكورد يساهمون في هذا المؤتمر بأمل انجاحه
كانوا الكورد من البداية والى الآن وسيكون الى النهاية مستعدين لتقديم جميع التضحيات والتسهيلات من اجل انجاح هذا المؤتمر
وحبذا لو عقد مؤتمركم هذا في كوردستان
طالبت القوى الاساسية الكوردستانية بعقد المؤتمر في كوردستان ولكن الظروف عرقلت تحقيق هذه الامنية.
وعلى مستوى تحليل الخطاب، فهي تعني أن مشاركة الكورد في المؤتمر ليست من أجل المشاركة فقط أو لمجرد إثبات الوجود، وإنما لها سابقة عمل ومتواصلة وتستمر لحد تقديم التضحية لنصرة المؤتمر، وأن كوردستان هي جزء من العراق تُرحب بعقد المؤتمر فيها في أي وقت تتذلل فيه العراقيل أمام عقده.
نعت الكورد: وجاءت هذه الفئة في المرتبة الثالثة بواقع تكرار واحد ونسبة (09.09%)، وتبين ذلك في الجملة الآتية:
ان الكورد اخوتكم في الوطن وفي الدين وفي المستقبل.
وهذه النتيجة من حيث تحليل الخطاب، تدل على إن المُخاطِب لا يذكّر خصوصية المكون المجتمعي الذي ينتمي اليه إلا في إطار توحيد الهوية وتذكير المؤتمرون بالمشتركات الوطنية.
ز- الواجبات والمهمات:
الجدول رقم (10): ماقيل عن الواجبات والمهمات
المرتبة
النسبة المئوية
تكرارات
الواجبات والمهمات
ت

الثانية
40%
2
تجاه خلافات المعارضة
1

الأولى
60%
3
تجاه الذات وحقوق العراقيين
3


100%
5
المجموع

تجاه الذات وحقوق العراقيين: تشير نتائج الجدول رقم (10)، إن هذه الفئة أحتلت المرتبة الأولى من بين الفئات المتعلقة بالواجبات والمهمات التي يوكِلها المُخاطِب على عاتق المؤتمرون، وذلك يواقع (3) تكرارات ونسبة (60%)، وهذه النتيجة تُجسد بعداً آخر من واجبات الدفاع عن الحقوق المشروعة للعراقيين، ويتضح ذلك في مثال الجمل الآتية:
علينا ان لا نخجل من الدعم الإقليمي والدولي
يجب ان نقر بأن عقودا من الزمن مرت والعراقيون يقدمون التضحيات والشهداء ولم يستطيعوا تغيير النظام
نحن نحتاج الى التسامح والتغاضي عن كثير من الامور الصغيرة او الهامشية او الغير الاساسية.
وعلى مستوى تحليل الخطاب، فهي بمثابة بيان لزومية قبول المعارضة بأي دعم خارجي يضمن حق العراقيين في تغيير النظام، وتعني من جهة أخرى ضرورة تجاوز قوى المعارضة للخصومات والتباغضات السياسية والحزبية والشخصية التي تؤثر على أداء الواجبات والمهمات الوطنية.    
تجاه خلافات المعارضة: أحتلت هذه الفئة المرتبة الثانية من بين الفئات التابعة لموضوع الواجبات والمهمات المذكورة في كلمة المُخاطِب، وهذه النتيجة تدل على المزيد من الإهتمام بكل ما يتعلق بالمعارضة العراقية و وحدة صفوفها، ويتضح ذلك في مثال الجمل التالية:
الخلاف يجب ان يبقى بشكل حضاري بين اطراف المعارضة وبين الاحزاب العراقية
حتى اذا اختلفنا على المؤتمر او على اساليب العمل، فيجب ان يبقى هذا الخلاف ضمن الاطار الاخوي.
وعلى مستوى تحليل الخطاب، فهي تشير الى وجوب إحتواء الخلافات المتشنجة داخل المعارضة العراقية، لاسيما في ظل حالات تبادل الإتهامات بين بعض من القوى المعارضة في ذلك الوقت، وتعني أيضاً ضرورة الحفاظ على الروابط التي تجمع هذه القوى والأحزاب وتستوعب إختلافاتها. 
 ح- تقديم الشكر والإمتنان:
المرتبة
النسبة المئوية
تكرارات
تقديم الشكر والإمتنان
ت

الأولى
60%
3
تَشَكُّر الحضور
1

الثانية
20%
1
تَشَكُّر الدولة المستضيفة للمؤتمر
2

الثانية
20%
1
تَشَكُّر مندوبي الدول
3


100%
5
المجموع

الجدول رقم (11) : يتعلق بتوجيه الشكر والإمتنان للجهات المعنية بالمؤتمر

تَشَكُّر الحضور: وفق الجدول رقم (11)، أحتلت هذه الفئة المرتبة الأولى من بين مجمل الفئات الخاصة بتقديم الشكر والإمتنان، وذلك بواقع (3) تكرارات وبنسبة (60%)، ويتضح ذلك في الجمل الآتية:
واشكر جميع الذين حضروا
أشكركم جميعاً
شكرا جزيلاً
وعلى مستوى تحليل الخطاب، فهي وإن كانت مُسلمة خطابية، إلا إن كثرة التَشَكُّر تُعَبّر عن تأكيد رضى وإرتياح المُخاطِب من الطرف المُخاطَب بمختلف توجهاته، وتعكس أيضاً وجود جمهور غفير في المؤتمر. 
تَشُّكر الدولة المستضيفة للمؤتمر، َتَشُّكر مندوبي الدول: جاءتا هاتان الفئتان في المرتبة الثانية بواقع تكراراً واحداً ونسبة (20%) لكل واحد منهما، ويتبين ذلك في الجمل الآتية:
اشكر الدولة المضيفة لنا التي استعمرتنا كثيرا والتي اعادت لنا بعض حقوقنا في هذا الاجتماع
اشكر مندوبي الدول التي حضرت والتي ارسلت مندوبيها ومنهم مندوبو الولايات المتحدة الامريكية والكويت والدول الاخرى التي ارسلت وفودها.
وعلى مستوى تحليل الخطاب، فهذا التشَكُّر يحتمل أكثر من معنى، ففي الجملة الأولى لايريد المُخاطِب أن يعتقد المملكة المتحدة، التي أحتضنت المؤتمر في عاصمتها، أن العراقيين نسوا تماماً تاريخ الإستعمار البريطاني، بل يريد إشعارها بأن ما تقدمه اليوم هو ليس إلا جزءاً من حق العراقيين في التخلص من آثار ومخلفات زمن الإستعمار، وعندما يذكر في الجملة الإمتنانية الثانية أسماء كل من الولايات المتحدة ودولة الكويت بشكل خاص فمرد ذلك هو أنهما أحرص وأكثر إعتناءاً وإهتماماً بالتنسيق مع قوى المعارضة مقارنةً بالدول الأخرى التي حضر مندوبوها في المؤتمر.
المحور الثالث: تحليل فئات (كيف قيل؟) ونتائجها، الخاصة بأساليب التعبير وأشكال العرض لموضوعات مضمون عينة الدراسة ونتائجها:
جدول رقم (12): يبين أساليب التعبير وأشكال العرض لموضوعات مضمون عينة الدراسة
المرتبة
النسبة المئوية
تكرارات
فئات كيف قيل؟
ت

الثانية
16.27%
14
الإستمالات العقلانية
1

الأولى
29.06%
25
الإستمالات العاطفية
2

السادسة
04.65%
4
أسلوب التفسير والتأويل
3

السادسة
04.65%
4
لغة التشديد على الحق والحقوق
4

السابعة
03.48%
3
أسلوب التذكير بالمواقف والأحداث التاريخية
5

الثالثة
13.95%
12
إبداء الرأي والحكم على الأمور
6

الثالثة
13.95%
12
إبراز الغايات والأهداف
7

الرابعة
06.97%
6
لغة التمني
8

الخامسة
05.81%
5
لغة الترجي
9

الثامنة
01.16%
1
لغة الدعاء
10


100%
86
المجموع

الإستمالات العاطفية: كما وردت في الجدول رقم (12)، جاءت هذه الفئة من بين مجمل فئات (كيف قيل؟) في المرتبة الأولى بواقع (25) تكراراً وبنسبة قدرها (29.06%)، وهذه النتيجة مؤشر واضح على ان المُخاطِب أولى إهتماماً كبيراً بهذا الأسلوب في إثارة مواضيع مضمون كلمته في المؤتمر، ومثال هذه الجمل الآتية هو خير دليل على ذلك:
  ان الكورد اخوتكم في الوطن وفي الدين وفي المستقبل
قوى ناضلت ضد الدكتاتورية وقدمت الشهداء من أجل الوطن
 ان اخوتكم الكورد يسهمون في هذا المؤتمر
نلوم بعض الاخوة الذين هاجموا المؤتمر بشكل ظالم وغير واقعي
 و على مستوى تحليل الخطاب، يعد التشبث بهذا النمط من الإستمالة وبهذه الغزارة مؤشراً قوياً على أن الجمهور المتلقي/المؤتمرون يتميزون بمشتركات مصيرية عديدة ولهم ذاكرة جمعية مشتركة وعلاقات مجتمعية واسعة، لذا من البديهي أن يتبع المُخاطِب أسلوب مخاطبة العواطف وإستهداف التأثير في وجدان المتلقي وإنفعالاته وحاجاته النفسية والإجتماعية.
الإستمالات العقلانية: جاءت هذه الفئة في المرتبة الثانية بواقع (14) تكراراً وبنسبة قدرها (16.27%)، وهذه النتيجة تعني أن المُخاطِب مهتم بدرجة عالية بمُخاطبة عقل المُخاطَب/وعي المتلقي، ويتضح ذلك في مثال الجمل الآتية:
الدعم الإقليمي والدولي هو تطبيق للمبادئ في العلاقات الدولية التي تؤمن بحقوق الانسان وخاصة لقرار (688) الصادر من مجلس الامن.
الفيدرالية اليوم تمارس من قبل حوالي (70) بلدا في العالم
حرب النظام ادت الى اختفاء اكثر من (200) الف مواطن من النساء والرجال والاطفال
نحن لا ندّعي اننا نمثل جميع المعارضة.
وعلى مستوى تحليل الخطاب، يعد اللجوء الى الإستمالات العقلانية دليلاً واضحاً على أن المُخاطِب لا يستعين وحسب على إثارة المشاعر العاطفية للتأثير على المتلقي، وإنما يتمتع بقدرة فائقة على تقديم الحجج والبراهين والشواهد المنطقیة، والاستشهاد بالمعلومات والبيانات والأحداث والتجارب الواقعیة، بل وتقدیم الأرقام والإحصاءات، وبناء النتائج على مقدمات.
 إبداء الرأي والحكم على الأمور، إبراز الغايات والأهداف: جاءتا هاتان الفئتان في المرتبة الثالثة بواقع (12) تكراراً وبنسبة (13.95%)، وهذه النتيجة، فيما يتعلق بفئة إبداء الرأي والحكم على الأمور، تدل على أن المُخاطِب ينخرط بشكل لافت في بلورة الأفكار وتشخيص الحقائق، كما يتضح ذلك في مثال الجمل الآتية:
اننا واثقون ان هذا المؤتمر سيعمل ويجاهد من اجل تحقيق الاهداف التي رسمتها اللجنة التحضيرية
ان العراق الموحد لن يستطيع ان يتقدم ويزدهر الا اذا اقيم على اساس الديمقراطية والفيدرالية 
 ان هذا المؤتمر هو مؤتمر عراقي حقيقي يعبر عن ارادة الشعب العراقي.
وتعني هذه النتيجة فيما يتعلق بفئة إبراز الغايات والأهداف، أن المُخاطِب يركز بشكل ملحوظ على ماهو أهم في عقد المؤتمر، ويتضح ذلك مثال الجمل الآتية:
من أجل ان نبرهن للعالم بان المعارضة العراقية تستطيع ان تتوحد في العمل والاساليب النضالية
من اجل تحقيق الوحدة الوطنية العراقية
من اجل عراق مستقبلي عراق الديمقراطية والفيدرالية والتعددية.
وعلى مستوى تحليل الخطاب، الإستعانة بهذان الأسلوبان في المخاطبة المتلقي تعني أن المُخاطِب يستثمر آرائه الشخصية لإحتواء وتوجيه أفكار ومواقف المؤتمرون والمتلقي عموماً من جهة، ويستهدف تزايد إقبال المؤتمرون على مشروع المعارضة العراقية من خلال تعظيم الغايات والأهداف المتوخاة من المؤتمر.    
لغة التمني: جاءت هذه الفئة من بين مجمل الفئات منصنفة في فئات (كيف قيل؟) في المرتبة الرابعة، وذلك بواقع (6) تكرارات ونسبة قدرها (06.97%)، وهذه النتيجة تؤكد على أن المُخاطِب أستعان بهذا الأسلوب أيضاً لحث المؤتمرون على تحقيق أهداف المؤتمر، ويتجلى ذلك في مثال الجمل الآتية:
اتمنى ان يتوج مؤتمراتنا السابقة باكليل من الحقائق والوقائع
نتمنى ان يخرج هذا المؤتمر بصفوف موحدة وبنداءات الى الاخوة
نتمنى ان نلعب الدور التاريخي بشكل جيد.
ومن حيث تحليل الخطاب، فاللجوء الى هذه اللغة للمُخاطبة تعني أن ثمة صعوبة في تحقيق الأمور والتطلعات، والتمني هو أساساً يكون لأمر أو هدف يتعذر تحقيقه بسهولة إلا إذا ما بذلت جهود ومساعٍ كفيلة بتحقيقه.
لغة الترجي: وأحتلت هذه الفئة المرتبة الخامسة من بين فئات أساليب التعبير وأشكال العرض للمضمون، وذلك بواقع (5) تكرارات وبنسبة قدرها (05.81%)، وهذه النتيجة تُبين أن المُخاطِب لم يكتفي بلغة التمني في أساليب المُخاطبة والتعبير، وإنما أعتمد على لغة الترجي أيضاً، ويتضح ذلك في مثال الجمل التالية:
 نرجو ان تكون قرارات المؤتمر صائبة واقعية متجاوبة مع متطلبات انقاذ العراق وتوحيد قوى الشعب العراقي
نرجو ان يكون هذا الخطاب يمس قلوب وعقول العراقيين جميعاً
نرجو أن يلاحظ هذا الخطاب الحقائق الموجودة على الساحة في العراق.
وعلى مستوى تحليل الخطاب، فاللجوء الى لغة الترجي هو بمثابة التعويل على أنه يمكن الوصول الى المبتغى ومن المحتمل أن تتحقق الأهداف وليس الأمر صعباً إذا ما تظافرت الجهود وأُستُثمِرت الفُرَص.  
أسلوب التفسير والتأويل، لغة التشديد على الحق والحقوق: جاءتا هاتان الفئتان من بين مجمل الفئات الواردة في الجدول رقم (12) في المرتبة السادسة بواقع (4) تكرارات ونسبة قدرها (04.65%) لكل منهما، وهذه النتيجة تؤكد على أهتمام المُخاطِب بأساليب أخرى إقناعية للتأثير في الجهات المعنية بالمؤتمر وحيثياته، لاسيما المؤتمرون، وبتضح ذلك في مثال الجمل الآتية:
الفيدرالية تعني تطبيق الديمقراطية وممارستها من قبل الجماهير
وما يشاع الآن من قبل أبواق النظام حول هذا المؤتمر هو خير دليل على اهمية هذا المؤتمر وعلى دوره التاريخي.
لنا الحق ان نطالب بدعم اقليمي ودولي لتحرير العراق
الاتيان بحكم ديمقراطي برلماني تعددي فيدرالي هو اسناد لنضال شعبنا واحقاق للحقوق.
وعلى مستوى تحليل الخطاب، يعد إعتماد هذين الأسلوبين جزءاً أساسياً من أساليب الإقناع نظراً لقدرة أولهما على إنتاج نظام ما من المعنى لمقاربة الأشياء والأحداث، وقوة ثانيهما في توجيه السلوك صوب الحفاظ على الحقوق والتمسك بها.    
أسلوب التذكير بالأحداث التاريخية: أحتلت هذه الفئة المرتبة السابعة ضمن الأساليب المتبعة في مُخاطبة المؤتمرون، وذلك بواقع (3) تكرارات وبنسبة قدرها (03.48%)، وهذه النتيجة تعني أن المخُاطِب أستعان الى حد ما بأسلوب إقناعي آخر للتأثير على المؤتمرون، ويتضح ذلك عبر الجمل الآتية:
هذا النظام شن حربا ظالمة على الجارة العزيزة ايران التي ساعدت الشعب العراقي في المحن وفي الايام الصعبة
هذا النظام شن حربا ظالمة على الكويت وكان ذلك جزاء سنمار يعطى للشعب الكويتي الذي أغدق الاموال والمساعدات على النظام الدكتاتوري حتى في حربه الظالمة ضد الجارة ايران
هذا النظام الذي شن حرب ابادة على الشعب الكوردي.
وعلى مسوى تحليل الخطاب، يعتبر إنتهاج هذا الأسلوب في المخاطبة إشتغالاً على الذاكرة الجمعية، لأن الحروب التي شنها النظام البائد تضررت منها كافة مكونات المجتمع العراقي، كما يعني التشديد على عدم نسيان المعانات والجراحات الماضية والقواسم المشتركة بين مكونات المجتمع العراقي وحتى بين العراقيين والدول المتضررة من حروب النظام البائد.
لغة الدعاء: وجاءت هذه الفئة في المرتبة الثامنة والأخيرة بواقع تكراراً واحداً وبنسبة قدرها (01.16%) وهذه النتيجة تشير الى طلب الخير من الله، كما يتوضح ذلك في الجملة الآتية:
وفقكم الله لما فيه خير العراق.
وعلى مستوى تحليل الخطاب، فهذه اللغة في فن الإتصال تعني أن ثمة ما يمكن التوكل عليه أيضا والتوفيق به لنيل الخير ألا وهو الله عز وجل، لاسيما أن الشخص المخُاطِب نفسه، أي طالباني، هو من عائلة دينية، ويعلم أن معظم المؤتمرون أيضاً منتمون لأحزاب دينية أو يعتزون بالأديان ويكُنون لها كل إحترام.
الإستنتاجات العامة:
بعد دراسة كلمة طالباني في مؤتمر لندن عبر تحليل مضمونها وتحليل الخطاب الذي تحمله وإستخراج نتائج التحليل عبر الترميز والجدولة والحسابات الرياضية والإحصائية ووصف النتائج وتفسيرها كمياً وكيفياً، توصل الباحث الى الإستنتاجات التالية:
أن أهم الموضوعات التي وردت في مضمون كلمة طالباني وأولي كل واحد منها قدراً نسبياً من الإهتمام، هي موضوع المؤتمر نفسه، تليه تدريجياً موضوعات أخرى حيوية تتمثل في الحديث عن النظام البائد، والوحدة وتوحيد الصفوف، وأوضاع العراق، والفيدرالية، والكورد وكوردستان العراق، والواجبات والمهمات التي تقع على كاهل المؤتمرون، وتقديم الشكر والإمتنان للحضور.
أن أهم أساليب الإتصال السياسي والتعبير اللغوي وأشكال العرض التي لجأ اليها طالباني في كلمته للتأثير على المؤتمرون والمتلقي عموماً هي: الإستمالات العاطفية، والإستمالات العقلانية، وإبداء الرأي والحكم على الأمور، وإبراز الغايات والأهداف، ولغة التمني، ولغة الترجي، وأسلوب التفسير والتأويل، ولغة التشديد على الحق والحقوق، ولغة الدعاء أيضاً.
يجهر خطاب طالباني ويضمر حضور علاقة عضوية وسببية بين مجمل الموضوعات التي أثارها في كلمته وبين سبل وشروط توحيد المُعارضة العراقية وتعزيز الوحدة الوطنية وتحقيق وحدة العراق أرضاً وشعباً وقبل كل ذلك إنجاح المؤتمر ونيل دعمه من داخل الوطن وخارجه.
تستمد بُنية خطاب طالباني الوحدوي قوتها من اللجوء الى أساليب خطابية مختلفة في مخاطبة المؤتمرون والشعب العراقي، يَعكُس كل واحد منها خبرة المُخاطِب في التواصل السياسي ومهارات الإقناع والتأثير على الآخرين.
المصادر والمراجع:
أولاً، الكتب:
أوسي، سالار، (2008م)،(جلال طالباني، أحداث ومواقف)، ط2، دار الينابيع، سوريا – دمشق.
برواري، صلاح، (2010م) ، (جلال طالباني، مواقف وآراء)، ط2، من منشورات مكتب الفكر والوعي في الإتحاد الوطني الكردستاني، إقليم كردستان – السليمانية.
حسين، سمير محمد، (1983م)، (تحليل المضمون)، عالم الكتب للطباعة والنشر، السعودية – الرياض.
دون كاتب، (2019م)، (نووسينه‌كانی مام جه‌لال له‌ گۆڤاری خاك-دا/ كتابات مام جلال فی مجلة‌ خاك)، من منشورات صحیفة كوردستانی نوێ ومؤسسة خاك، إقليم كردستان – السليمانية.
شبر، السيد حسن،(2013م)،(صفحات سوداء من بعث العراق)، من إصدارات مؤسسة السجناء السياسين، العراق – بغداد.
 شومان، محمد، (2007م)، (تحليل الخطاب الإعلامي- أطر نظرية ونماذج تطبيقية)، الدار المصرية اللبنانية، مصر – القاهرة.
طالباني، جلال، (1970م)، (كردستان والحركة القومية الكردية)، من منشورات جريدة النور، العراق – بغداد.
طالباني، جلال، (2021م)، (الجبهة الوطنية المتحدة – ضرورتها، طبيعتها، أهدافها، مستلزماتها)، من منشورات مكتب تنمية الفكر والتوعية في الإتحاد الوطني الكردستاني- بورد الأشيف والتاريخ، إقليم كردستان – السليمانية.
عبد الحميد، محمد، (1992م)، (بحوث الصحافة)، عالم الكتب، مصر- القاهرة.
عبدالحميد، محمد، (تحليل المحتوى في بحوث الإعلام)، دار الشروق، المملكة العربية السعودية- جدة.
عبدالحميد، محمد، 2000م، (البحث العلمي في الدراسات الإعلامية)، عالم الكتب، القاهرة.
عبيدات، ذوقان، وآخرون،(1988م)،(البحث العلمي مفهومه وأدواته وأساليبه)، دار الفكر للطباعة والنشر، ط6، القاهرة.
فوكو، ميشيل، (2007م)، (نظام الخطاب)، ترجمة : د.محمد سبيلا، دار التنوير للطباعة والنشر، ط3، لبنان – بيروت.
محمد بن أبي بكر الرازي، (2000م)، (المنجد في اللغة العربية)، دار المشرق، لبنان – بيروت.
 مركز المرصد، (2022م)،(تاريخ لن يختزل- رحيل مام جلال، رحيل تاريخ و مرحلة – عادل عبدالمهدي)، من منشورات كتب إعلام الإتحاد الوطني الكردستاني، إقليم كردستان – السليمانية.
المشهداني، سعد سلمان، (2017م)، (مناهج البحث الإعلامي)، دار الكتاب الجامعي، الإمارات – لبنان.
 مكتب الإعلام المركزي للإتحاد الوطني الكردستاني،(2005م)، (جلال طالباني، تاريخ ونضال)،  ط2، كردستان– السليمانية.
ثانياً، المعاجم:
 (معجم الوسيط)، مجمع اللغة العربية الادارة العامة للمجمعات واحياء التراث،(2005م)، ط4، مكتبة الشروق الدولية.
ثالثاً، المجلات:
 حسين، أبراهيم رسول – عبدالحسين، جواد كاظم، (2023)، (نشاطات المعارضة العراقية 1991 – 2023م)، مجلة مركز دراسات الكوفة KSCJ، العدد:(68)، آذار 2023)، العراق.
  الشمري، مازن مهدي، (2015م)،(إسهامات الطلبة العراقيين قي وثبة 1948)، مجلة الأستاذ للعلوم الإنسانية والإجتماعية، المجلد الأول، العدد: (214)، العراق، بغداد.
عبود، وسن سعيد، (مؤتمر لندن للمعارضة العراقية – 14-17 كانون الأول 2002م، ودور الولايات المتحدة الأمريكية فيه)، مجلة الأستاذ للعلوم الإنسانية والإجتماعية، العدد: (226)، المجلد الثاني، لسنة 2018م، العراق – بغداد، ص292-293.
رابعاً، المواقع الألكترونية:
العلي، همدان،(2010م)،(مكونات الحراك.. ونظرية المجتمع الفسيفسائي)، موقع ماريس بريس، الرابط: https://marebpress.net/articles.php?id=6424
(مؤتمر المعارضة العراقية)، موقع ويكيبيديا، الرابط: https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%A4%D8%AA%D9%85%D8%B1_%D8%A7%D9%8
(مؤتمر المعارضة العراقية في لندن يدخل يومه الثاني)، موقع الجزيرة نت، 15-12-2002م، الرابط: https://www.aljazeera.net/news/2002/12/15/%D9%85%D8%A4%D

*  أستاذ جامعي – معهد كردستان التقني KTI

[1]) عبيدات، ذوقان، وآخرون، (1988م)، (البحث العلمي مفهومه وأدواته وأساليبه)، دار الفكر للطباعة والنشر، ط6، القاهرة، ص68.

[2]) أنظر الى: حسين، أبراهيم رسول – عبدالحسين، جواد كاظم، (2023)، (نشاطات المعارضة العراقية 1991 – 2023م)، مجلة مركز دراسات الكوفة KSCJ، العدد:(68)، آذار 2023)، العراق - ص 504.

[3]) عبد الحميد، محمد، (1992م) ، (بحوث الصحافة)، عالم الكتب، مصر- القاهرة، س 129.

[4]) المشهداني، سعد سلمان، (2017م)، (مناهج البحث الإعلامي)، دار الكتاب الجامعي، الإمارات – لبنان، ص 122 و123.

[5])  حسين، سمير محمد، (1983م)، (تحليل المضمون)، عالم الكتب للطباعة والنشر، السعودية – الرياض، ص 80و81.

[6]) المشهداني، سعد سلیمان" مصدر سابق، ص26.

[7] )  عبدالحميد، محمد، (تحليل المحتوى في بحوث الإعلام)، دار الشروق، المملكة العربية السعودية- جدة،  ص125و126.

[8]) عبدالحميد، محمد، 2000م، (البحث العلمي في الدراسات الإعلامية)، عالم الكتب، القاهرة، ص430.

[9]) شبر، السيد حسن،(2013م)،(صفحات سوداء من بعث العراق)، من إصدارات مؤسسة السجناء السياسين، العراق – بغداد، ص12-13.

[10]) مركز المرصد، (2022م)،(تاريخ لن يختزل- رحيل مام جلال، رحيل تاريخ و مرحلة – عادل عبدالمهدي)، من منشورات كتب إعلام الإتحاد الوطني الكردستاني، إقليم كردستان – السليمانية، ص317.

[11]) الشمري، مازن مهدي، (2015م)،(إسهامات الطلبة العراقيين قي وثبة 1948)، مجلة الأستاذ للعلوم الإنسانية والإجتماعية، المجلد الأول، العدد: (214)، العراق، بغداد، ص309.

[12]) يُنظر الى :
دون كاتب، (2019م)، (نووسينه‌كانی مام جه‌لال له‌ گۆڤاری خاك-دا/ كتابات مام جلال فی مجلة‌ خاك)، من منشورات صحیفه‌ كوردستانی نوێ و مؤسسة خاك، 53-57.
برواري، صلاح، (2010م) ، (جلال طالباني، مواقف وآراء)، ط2، من منشورات مكتب الفكر والوعي في الإتحاد الوطني الكردستاني، إقليم كردستان – السليمانية، ص16.
[13])  دون كاتب، (2019م)، مصدر سابق، 58.

[14] ) أوسي، سالار، (2008م)، (جلال طالباني، أحداث ومواقف)، ط2، دار الينابيع، الجمهورية العربية السورية – دمشق، ص158.

[15]) المصدر نفسه، ص160.

[16])  (معجم الوسيط)، مجمع اللغة العربية الادارة العامة للمجمعات واحياء التراث، ط4، مكتبة الشروق الدولية، 2004، ص 243.

[17])  محمد بن أبي بكر الرازي، (2000م)، (المنجد في اللغة العربية)، دار المشرق، لبنان – بيروت، ص 396.

[18])  فوكو، ميشيل،(2007م)، (نظام الخطاب)، ترجمة : د.محمد سبيلا، دار التنوير للطباعة والنشر، ط3، لبنان – بيروت.

[19])  شومان، محمد، (2007م)، (تحليل الخطاب الإعلامي- أطر نظرية ونماذج تطبيقية)، الدار المصرية اللبنانية، مصر – القاهرة، ص16.

[20] )  طالباني، جلال، (2021م)، (الجبهة الوطنية المتحدة – ضرورتها، طبيعتها، أهدافها، مستلزماتها)، من منشورات مكتب تنمية الفكر والتوعية في الإتحاد الوطني الكردستاني- بورد الأشيف والتاريخ، إقليم كردستان – السليمانية، ص24-26.

[21]) طالباني، جلال، (1970م)، (كردستان والحركة القومية الكردية)، من منشورات جريدة النور، العراق – بغداد، ص209.

[22]) العلي، همدان، (2010م) ، (مكونات الحراك.. ونظرية المجتمع الفسيفسائي)، موقع ماريس بريس، الرابط: https://marebpress.net/articles.php?id=6424

[23]) أوسي، سالار، مصدر سابق، ص164.

[24]) حسين، أبراهيم رسول – عبدالحسين، جواد كاظم، مصدر سابق، ص493.

[25]) (مؤتمر المعارضة العراقية)، موقع ويكيبيديا، الرابط: https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%A4%D8%AA%D9%85%D8%B1_%D8%A7%D9%84%

[26] ) المصدر نفسه..

[27]) عبود، وسن سعيد، (مؤتمر لندن للمعارضة العراقية – 14-17 كانون الأول 2002م، ودور الولايات المتحدة الأمريكية فيه)، مجلة الأستاذ للعلوم الإنسانية والإجتماعية، العدد: (226)، المجلد الثاني، لسنة 2018م، العراق – بغداد، ص292-293.

[28]) المصدر نفسه، ص 293.

[29]) (جلال طالباني، تاريخ ونضال)، مكتب الإعلام المركزي للإتحاد الوطني الكردستاني، ط2، كردستان– السليمانية، ص9-10.

[30])  (مؤتمر المعارضة العراقية في لندن يدخل يومه الثاني)، موقع الجزيرة نت، 15-12-2002م، الرابط: https://www.aljazeera.net/news/2002/12/15/%D9%85%D8%A4%D8%AA%D9%85%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%


 

المزيد

Copyright © 2025 . PJT Foundation. All right reserved