مام جلال اكبر من الكلمات

المعروف عن مام جلال كرمه في أمواله ودعواته ولسانه وأخلاقه ومواقفه... لا يرفض طلبا. ينطبق عليه قول الشاعر... «فلو لم يكن في كفه غير نفسه... لجاد بها فليتق الله سائله». لمام جلال خلاصة تجربة ونتاج تاريخ اجتمعت في شموخه جبال كردستان الشاهقة الحبيبة... قارئ من الدرجة الأولى، مكتبته بل مكتباته عامرة ولاسيما كتب السير والمذكرات.

أديب وكاتب وحافظ للشعر من الدرجة الاولى.. ويجيد العربية أفضل من أبنائها. ويجيد الفارسية والانكليزية كتابة ونطقا ويتكلم ايضا شيئا من الفرنسية والتركية. والشعر الذي يحفظه حكم ودفاع عن الشعوب. فاذا جالسته وسألته ان كان سيبقى... يجيبك

"باق وأعمار الطغاة قصار..."

سمي بــ"مام" (العم) لمداخلاته ومبادراته التي تقدمت على عمره... قائد عظيم... عاش حياة «البشمركة» كمقاتل وستراتيجي من الطراز الأول... ومعهم ايضا في المخاطر والمعاشرة والطعام.
خاض السياسة الكردية والعراقية بكل أشكالها السرية والعلنية.. واحتل موقعا مرموقا اقليميا ودوليا.

يؤمن بأخلاقيات الاختلاف فنزعته للوحدة والاتفاق طاغية... مما جلب عليه الكثير من المشاكل... فالحقد ليس من صفاته... وهو كريم في علوه ولديه قول مشهور، بعد انتهاء الخصومة فإن فترتها مخصومة... والعلاقة تعود كما كانت قبل الخلاف.

سيسجل التاريخ الرئيس مام جلال كقيادة للنوع الذي استطاع ان ينقل قضية شعب مضطهد فقير قسمته وحاربته الأطماع الدولية، لتجعلها قضية منتصرة صاعدة... ولتحقق للشعب أحلى الانتصارات التاريخية ولعل من أهم صفات هذه القيادة هو ليس دفاعها وصعودها فقط أمام الانفال والكيماوي والحروب والتهجير على عظمة ذلك بل صبرها وفهمها ايضا كيف تتحد مع شعوب يوغل حكامها بقتلهم واضطهادهم.

ففي مواجهة تلك الحملات العنصرية لم تقم بعمليات خارج أرضها ولم تجر إلى حروب عنصرية وتضامنت مع الشعوب وواجهت المعتدين.. فكسبت تضامن الجميع فانتصرت لشعبها وصارت عنوانا ورئاسة وانتصارا للعراق كله ايضا.

الطالباني صمام أمان... وهو تاريخ وأمة وشعب وأكبر من السياسة والمواقع.. ودعواتنا ان يحميه الله منها.. فهي طالعة وقاسية. خصوصا عندنا في العراق... وأمامه قرارات صعبة... وسيوفق فيها بإذن الله.