کوردی
العربیة
English
الرئيسية
المؤسسة
من نحن
فريق الادارة
رئيس المؤسسة
نائب الرئيس
منسق اعلامي
اتصل بنا
الاعلام
الاخبار
الزيارات
النشاطات
ندوات
مؤتمرات
حوارات
مشاریع
مقابلة
کتب
الزمالات الدراسية
آراء ومقالات
أرشيف الصور
آراء
علي شمدين
مام في الشام
2023-04-02
كانت الشام خلال النصف الثاني من خمسينيات القرن المنصرم، هي المنصة التاريخية الأولى التي انطلق منها مام جلال في مسيرته النضالية نحو العالم الخارجي، والتي فيها بدأت شخصيته الكارزمية تتبلور شيئاً فشيئاً، وأخذت أبعادها النضالية تنضج بهدوء، لتكشف عن مهاراته الديبلوماسية مبكراً، وتظهر مواهبه القيادية بوضوح، وتفجر طاقاته الإبداعية ومبادراته الشخصية الخلاقة وتقدمه للرأي العام ممثلاً قديراً لشعب مضطهد، ومدافعاً عنيداً لقضية عادلة.
انطلق مام جلال من الشام أول مرة عام (١٩٥٥)، إلى العالم الخارجي وهو يقود وفداً يمثل اتحاد طلبة وشباب كردستان العراق لحضور مهرجان الطلبة والشباب العالمي في العاصمة البولندية (وارسو)، وهو لم يزل شاباً يافعاً لم يتجاوز العقدين من عمره إلا بسنتين، فاستطاع أن يصل إلى وارسو رغم الصعوبات التي اختلقتها اللجنة المنظمة في الشام، والمشاكل التي أفرزتها الأوضاع الأمنية في العراق وافتقاده لوثائق السفر النظامية، والتحديات التي واجهته من جانب الوفدين السوري والعراقي اللذين كانا بقيادة الحزبين الشوعيين في سوريا والعراق، الرافضين بشدة لمشاركة وفد كردستان العراق في هذا المهرجان بشكل مستقل عن الوفد العراقي.
لم يستسلم مام جلال ووفده لهذه العقلية الكوسموبوليتية الرافضة للمشاركة الكردية المستقلة في المهرجان، والتي كان يعمل بها الشيوعيون الكرد الأعضاء في هذين الوفدين، وإنما ظل مام جلال يعاند في الدفاع عن هوية وفده القومية في محفل دولي هام كهذا، فتوصل مع اللجنة المنظمة إلى صيغة وسطية، وهي منح الوفد الكردي حرية التواصل مع الوفود العالمية المشاركة في المهرجان، والتعريف بالقضية الكردية والقيام بنشاطاته السياسية والفنية، بشكل مستقل باسم وفد (اتحاد شباب وطلبة كردستان).
وهنا برز مام جلال، أمام الوفود المشاركة، كشخصية ساسية كاريزمية، وممثلاً دبلوماسياً متألقاً، نجح في تمثيل شعبه الكردي الذي يعاني كافة صنوف الإستبداد والظلم والقمع والإنكار، وقدم نفسه محامياً جديراً بالدفاع عن عدالة قضيته القومية، ولعل الندوة السياسية التي نظمها مام جلال ووفده على هامش هذا المهرجان العالمي، تعتبر هي القنبلة الإعلامية الأهم التي فجرها مام جلال في تلك المرحلة التاريخية التي كانت القضية الكردية تعاني خلالها العزلة والتجاهل والإنكار على يد الأنظمة الشوفينية والعنصرية التي كانت تستفرد بالتنكيل بالشعب الكردي وحركته التحررية من دون رحمة، في ظل الحرب الباردة التي كان يديرها المعسكران (الإشتراكي والرأسمالي)، اللذان كانا يلتزمان الصمت لاعتبارهما مثل هذه القضايا شؤوناً داخلية.
هذا وقد دعي إلى هذه الندوة ممثلو كافة الوفود، وفي مقدمتها (السوفياتية، والصينية، والعربية، والإيرانية، والفرنسية، والإيطالية، والألمانية، والبريطانية، والهندية، والاندنوسية..)، وكذلك تمت دعوة الشاعر التركي التقدمي الكبير (ناظم حكمت)، الذي كان حينذاك قد هرب من سجنه، وبات شخصية تقدمية متألقة بالنسبة للرأي العام العالمي.
فيبدأ مام جلال بافتتاح الندوة بكلمة مؤثرة حول الشعب الكردي وقضيته القومية، يتحدث فيها عن أساليب القمع والإضطهاد القومي التي تمارسها الأنظمة الدكتاتورية من أجل إنهاء الوجود الكردي مناشداً الوفود المشاركة للوقوف إلى جانب قضية هذا الشعب الأعزل المهدد بالقتل والتدمير، وفي ختام كلمته يشكر مام جلال الحضور، وخاصة الشاعر التركي التقدمي المعروف (ناظم حكمت)، ويدعوه إلى المنبر لإلقاء كلمة تحدث فيها عن الظلم الممارس بحق الكرد، وبأنه وكما يذكر مام في (لقاء العمر)، قد اختتم كلمته بهذه الوصية التاريخية المؤثرة: (أشكر الشباب الكورد لدعوتهم لي إلى هذا الاجتماع، ولي رجاء أتمنى أن يتحقق، وهو أن تدعوني في يوم رفع علم كوردستان الحرة، كي أشارك معكم في ذلك العيد).
لا شك بأن الخطاب الذي ألقته تلك الشخصية الأممية المرموقة (ناظم حكمت)، ترك تأثيره المباشرعلى كلمات الوفود الأخرى التي ألقيت من بعده في الندوة، والتي أيدت بدورها نضال شعب كوردستان وحقه في تقرير المصير، فيقول مام جلال في (رحلة العمر)، بأن: (مشاركة الشاعر التركي ناظم حكمت كانت لفتة كبیرة منه نحونا، لأنه في ذلك الزمن كان الكثیرون یودون لقاءه وانتزاع توقیعه كشكل من أشكال المباركة والتفاخر، فقد قال في كلمته بأن: حق تقریر المصیر ھو حق طبیعي للشعب الكردي، ویجب أن یعیشوا مثل سائر الأقوام والشعوب في ھذا العصر متمتعین بحقوقھم..)
وھكذا تغیرت أجواء المھرجان برمتھا لصالح الوفد الكردي، حيث يقول مام جلال في مذكراته: (بعد ھذا الاجتماع جاءنا رئیس الوفد الصیني وقال: إننا باسم 120 ملیونا من شباب الصین نؤید نضال شعبكم من أجل التحرر والاستقلال وحق تقریر المصیر..)، ونتيجة لذلك قام الوفد الصيني بدعوة مام جلال لزيارة بلاده، حيث تم توجیه الدعوة إلى شخصین فقط من العراق، الأول كان باسم اتحاد الشباب الدیمقراطيالعراقي، والآخر هو (مام جلال)، باسم اتحاد شباب كردستان، وفي العودة يبقى في موسكو لمدة أسبوعين ويحاول خلالها الاتصال برئيس حزبه الملا مصطفى بارزاني ورفاقه ولكن من دون جدوى، ويلقي هناك كلمة عبر راديو موسكو يهاجم فيها المشاريع الاستعمارية التي كانت الحكومة الملكية في العراق تقوم بتنفيذها من أحلاف ومؤتمرات، ومن هناك يعود من جديد إلى الشام، بعد مروره بموسكو وبكين، ليستعد لجولات أخرى في الدفاع عن قضية شعبه.
اقرأ أيضاً
شیرزاد الیزیدي
مام جلال أو الزعامة المؤسسة على التنوير والتثوير
ستران عبداللە
في رثاء متجدد لروح الاستاذ بله
أ.م.د. ژینۆ عبدالله
وفاء ومكانة: الرئيس مام جلال كما يروي نصير الجادرجي
أ.م.د. ژینۆ عبدالله
أهمية الرواية
أ.م.د. ژینۆ عبدالله
"كوردستاني نوێ: حكاية صحيفة وذاكرة ثقافية مع مام جلال"
رێبین عومەر
هيرو إبراهيم أحمد ملكة ثورة شعب غير متوجة
×
اللغات
کوردی
العربیة
English
المؤسسة
سیرة حیاة الرئيس جلال طالباني
تعریف المؤسسة
فريق الادارة
اتصل بنا
الاعلام
الاخبار
الزيارات
النشاطات
ندوات
مؤتمرات
حوارات
مشاریع
المزيد
آراء ومقالات
أرشيف الصور
الزمالات الدراسية
وسائل التواصل الاجتماعي
© 2025 pjtfoundation.org ,All rigth reserved