من سیادة الرئیس جلال طالباني الی السید نیکولا سارکوزي

2023-12-12

خطاب سیادة الرئیس جلال طالباني
رئیس جمهوریة العراق

بمناسبة عشاء الدولة
الذي ‌أقامة علی شرفه

السید نیکولا سارکوزي
رئیس الجمهوریة الفرنسية

قصر الایلیزیة
الاثنین ١٦تشرین الثاني/نوفمبر ٢٠٠٩

السید الرئیس والصدیق العزیز سارکوزي
السیدات والسادة
السلام علیکم
انها للحظة تأریخیة اذا نجتمع الیوم بضیافتکم، لننجز خطوة اخری علی طریق تعمیم العلاقات المشترکة بین بلدینا وشعبینا فرنسا والعراق، وترسیخها علی اسس وطیدة وتوسیع میادینها لصالح شعبینا ودولتینا الصدیقتین.
ولربما یغیب عن بال البعض، ان هذه العلاقات تعود الی حقبة تأریخیة مضیئة مسیرة النشریة، الی الثورة الفرنسیة المجیدة التی قدمت للشعوب قیما ومباديء للحریة والمساواة، أخذت طریقها الی المواثیق الدولیة ودساتیر الکثیرة من الامم، الطالما ناضل من أجل هذه المباديء وتأثر بها شعبنا العراقي، وهو یواجه الطغیان والانظمة الاستبدادیة ویخترق حواجزها القمعیة وصولا الی الانعتاق والتحرر من اسرها.
ومن عبق الثورة الفرنسیة ومبادئها، وجد العراقیون الدوافع المنزهة للعلاقة مع الدولة الفرنسیة التی لم تکن من بین الدول التی خلفت فی اذهانهم وتأریخهم شوائب الاستعمار والتحکم و غیرها من الاثار السلبیة، وهذا بحد ذاته عامل مساعد ومشجع علی المضی قدما للتطور العلاقات الثنائیة دون اي عوائق سیاسیة.
ومما یلعب دورا مؤثر أیضا، اشکال التفهم التی ابدتها فرنسا لنا أثناء نضالها في المعارضة الوطنیة العراقیة ضد الدکتاتوریة، وفي مواجهة القمع والحروب والانتهاکات التي شکلت سیاسة ونهجها متکاملا للنظام البائد.
وفي هذا السیاق یشرفنا ایها الصدیق الرئیس ونحن نتذکر موقفکم النیل الداعم واستقبالکم لنا حین کنا في المعارضة.
والیوم نحن اذ نستکمل بناء العراق الاتحادي الدیموقراطي، بادارة مشترکة من جمیع مکونات شعبنا، نتطلع الی الارتقاء بعلاقات الصداقة والتعاون مع الفرنسا الصدیقة.
والعراق الیوم بأمس الحاجة الی هذا التعاون للاستفادة من خبراتکم الاقتصادیة والصناعیة والتجاریة والتکنلوجیة والفنیة والثقافیة، وبکلمة اخری لدعمکم لنا في کل میدان ترون فیه امکانین تحقیق هذا الدعم.
ان هذه الزیارة، وهي تضم عددا من السادة الوزراء والمسؤولین، علیامة علی حرص العراق علی تطویر علاقتنا بالتوقیع علی مذکرات تفاهم واتفاقیات ناضجة للتعاون بین العراق وفرنسا ومع المؤسسات والشرکات الفرنسیة.
اسمحوا لي ایها الصدیق الرئیس ان اعبر لکم و لاعضاء الوفد الفرنسي عن عمیق امتناننا لحفاوة الاستقبال والاهتمام الذي ابدیتموه منذ لحظة وصولنا، لاشعارنا بمودتکم لنا وحرارة مشاعرکم ازاءنا وشعبنا وبلدنا العراق، مؤکدین لکم اننا نبادلکم حرارة وعم المشاعر الصداقیة.
في الختام نؤکد لکم، فخامة الرئیس استعدادنا الکامل للمضي قدما، وبکل الوسائل المتاحة لانجاز خطوات التعاون وتعمیق العلاقات المشترکة لما فیه مصالح شعبینا ودولتینا.

والسلام علیکم



 

زیاتر بخوێنەرەوە

Copyright © 2025 . PJT Foundation. All right reserved