خلال حضور فخامته الحفل التأبيني بمناسبة الذكرى السنوية لوفاة مام جلال
.. رئيس الجمهورية يدعو الكرد والعرب والتركمان للعودة إلى حكومة كركوك المحلية خدمة لأهلها
شارك فخامة رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد، والسيدة الأولى شاناز إبراهيم أحمد، اليوم الخميس 3 تشرين الأول 2024، في الحفل التأبيني الذي أقيم في كركوك، لإحياء الذكرى السابعة لوفاة الرئيس مام جلال (رحمه الله).
وحضر الحفل التأبيني رئيس الاتحاد الوطني كردستاني السيد بافل طالباني، ونائب رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان السيد قوباد طالباني ومعالي وزير البيئة المهندس نزار ئاميدي، ومحافظ كركوك السيد ريبوار طه، إضافة إلى عدد من المسؤولين في الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم، والسادة المستشارين ورؤساء وممثلي البعثات الدبلوماسية في العراق.
ودعا رئيس الجمهورية، خلال كلمة لفخامته في الحفل التأبيني، الكرد والعرب والتركمان للعودة إلى حكومة كركوك المحلية في إطار مبادرة وطنية خدمةً لأهالي كركوك ولجعلها مدينة للسلام والتعايش السلمي.
وأضاف فخامة رئيس الجمهورية أن مام جلال كان يری كركوك، مدينة كردية، وعربية وتركمانية، ومسيحية، ويؤمن بأن مصيرها يُحسم وفق الدستور والحل السلمي والإجماع الوطني بين جميع الطوائف، موضحًا أن رئاسة الجمهورية، تنظر إلى قضية كركوك بنفس رؤية مام جلال لها.
وتخلل الحفل إلقاء الكلمات وعرض فلم وثائقي جسد المراحل النضالية للرئيس الراحل مام جلال.
وفي ما يلي نص كلمة فخامة رئيس الجمهورية:
"بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة والأخوات الأعزاء
نجتمع اليوم لنستذكر معاً مرور (٧) سنوات على رحيل فقيدنا الكبير مام جلال.
ومن الواضح للجميع أن هناك عدداً قليلاً جدا من القادة العظام مثل مام جلال في تاريخ الأمم.
لقد كان قائداً ملهماً في المجالات السياسية، والاقتصادية والاجتماعية كافة، ومحبوباً من الشعب وسياسياً مخلصاً ونزيهاً، بالاضافة الی کونە دبلوماسياً عظيما، ولديه علاقات واسعة وقویة علی المستویين المحلي والدولي ومع كل هذه الصفات النبيلة، فقد كان مثقفا بارزاً.
لقد كرس مام جلال معظم حياته للقراءة والتاريخ والأدب والصحافة والحديث عنه وعن ذكراە لا يكتمل بمقال أو بتأليف بضعة كتب.
إن الحياة السياسية لهذا الرجل العظيم مليئة بالخبرات ودروس النجاح والمواقف الوطنية الرفيعة.
كان الرئيس مام جلال قائدا تاريخيا كبيرا في المنطقة ولا يمكن ملء الفراغ الذي ترکە بسهولة، لقد ضحى مام جلال بحياته من أجل الحرية في كردستان، والتحرر الوطني للشعب العراقي والقضاء على الدكتاتورية.
كان مام جلال مؤمنا بالديمقراطية وحقوق الإنسان وحماية حقوق المرأة والعدالة الاجتماعية، كما كانت مسیرته مفعمة بالتآخي، ومُحباً لشدة الورد التي يمثلها تنوع مكونات الشعب العراقي.
لقد كانت مسیرة مام جلال مسیرة للتطور الاجتماعي والجماهیري والايمان بمبدأ الحرية.
الیوم ونحن نستذكر رحيل الرئيس مام جلال في كركوك، فإن بلادنا بحاجة إلى سياسته في حل المشكلات، لقد خصص مام جلال جزءا كبيرا من نضاله لقضية كركوك ونظر إليها بمنتهى الجدية وبحكمة وطنية واسعة، وبالإضافة إلى اعتبار نفسه ابناً لكركوك، فقد كان يطالب دائما بسياسة الأخوة والسلام والتعايش السلمي في كركوك.
وبالنسبة لمام جلال، كانت كركوك مدينة مهمة بما تمتلكه من امكانيات اقتصادية، فضلا عن تكوينها الاجتماعي الذي يمثل شدة ورد في البلاد.
كان یری مدينة کرکوك، مدينة كردية، وعربية وتركمانية، ومسيحية. ولحسم مصير كركوك كان يؤمن بالدستور والحل السلمي والإجماع الوطني بين جميع الطوائف.
اليوم في كركوك نستذكر الرئيس العظيم ویجب علینا جميعا أن ننظر إلى كركوك بنفس السياسة العقلانیة لمام جلال.
ونحن في رئاسة الجمهوریة، ننظر إلى قضية كركوك بنفس اعتقاد مام جلال، ونعد هذا اليوم التاريخي فرصة لإرسال رسالة أخوة ووحدة وتآزر إلى أهالي كركوك كافة.
أدعو في إطار مبادرة وطنية، جميع الإخوة الكرد والعرب والتركمان للعودة إلى حكومة كركوك المحلية لخدمة أهالي كركوك ولجعلها مدينة للسلام والتعايش السلمي.
وکواجب دستوري ووطني، سنكون علی مسافة واحدة من أهالي كركوك وسندعمهم جميعاً.
وفي الختام نؤکد على الوفاء لذكرى الرئيس مام جلال والانتصار لديمقراطية السلام والأخوة للجميع.
الرحمة لروح الرئيس مام جلال وجميع شهداء العراق".